آخر الأخبار

اللغة العربية في ظل المستجدات – 1 –

د بوشعيب منصر

تعريف اللغة ونشأتها : ” اللغة نظام رمزي خاص ، منتظم على صعيدين ، فهي من جهة : واقعة فيزيائية ، إذ أنها تستخدم الجهاز الصوتي لتظهر ، والجهاز السمعي لتدرك ، ومن هذا الجانب المادي فهي قابلة للملاحظة والوصف والتسجيل ، وهي من جهة أخرى بنية لا مادية ، وإيصال لمدلولات معوضة للأحداث والتجارب بالإشارة إليها ” 1 والمتأمل لكلمات اللغة- أي لغة- يلاحظ أن لها علاقة بالطبيعة ، انبثقت إثر تفاعل الإنسان مع حاجته إلى الآخر ، وعبر ارتباطهما بالطبيعة ، فأدى ذلك إلى نشوء كلمات صوتية ” استمدت جرسها الخاص من أصوات الطبيعة ، كخرير المياه ، وحفيف الأشجار ، ونقيق الضفادع ، وغيرها من الأصوات . ثم ابتكرت الحروف وأصوات الهجاء ، بعدما ظهرت العلاقات الأداتية الخاصة بين الكلمات التي بنيت عليها فنون الشعر والنثر . وهنا لا داعي للدخول في نظريات نشأة اللغة . العربية لغة القرآن : عرفت العربية الازدواجية منذ أقدم عصورها ، ذلك بأنها لغة فصيحة يتوخاها الكاتب في كتابته ، ملتزما بضوابط الإعراب ، ولغة أخرى يتداولها الناس دون أن يلزموا أنفسهم بالقواعد الضابطة لها . تتميز العربية بالفصاحة عن سائر اللغات ، فما أسباب ذلك ؟ فصاحة النطق العربي جاء نتيجة التطور الطبيعي ، فبالعودة إلى نشوء العربية نلاحظ أن القبائل العربية اختلفت لهجاتها ، إلا أن لسانها واحد . وتبعا لاتصال القبائل فيما بينها تم هذا التطور اللغوي ، بينما لغات الأمم الأخرى تختلف لتفرقها في المواطن ، وندرة اتصالها ، لذلك لا يظهر التطور اللغوي عندها في بيئة واحدة تتفاهم بلسان واحد .