في خطوة أثارت كثيرًا من التساؤلات داخل كواليس فريق الكوكب المراكشي،وحسب مصادر مطلعة قرر المكتب المسير فك الارتباط مع المدرب، بعد توجيه تهم إليه تتعلق بتسريب معطيات داخلية من الفريق إلى أطراف خارجية. وهي تسريبات، بحسب مصادر متطابقة، ساهمت في تأجيج الغضب الجماهيري، وأسهمت في إضعاف صورة النادي أمام الرأي العام المحلي.
المصادر نفسها أشارت إلى أن إدارة الفريق كانت قد استغنت قبل ذلك عن المكلف بالأمتعة، ظنًّا منها أنه مصدر التسريبات، قبل أن تتحول أصابع الاتهام لاحقًا نحو المدرب، ويُتخذ في حقه قرار الإقالة، في انتظار بلاغ رسمي قد يُوضّح الملابسات، أو يضع حدًا للروايات المتضاربة داخل محيط الفريق.
هذا القرار أعاد إلى الواجهة سلسلة من البلاغات التي أصدرها المكتب المسير في الآونة الأخيرة، أبرزها البلاغ الذي دعا فيه إلى عدم استعمال واستغلال اسم الفريق وشعاره على مواقع التواصل الاجتماعي، في إشارة ضمنية إلى إحدى الصفحات الفيسبوكية المهتمة بأخبار النادي. وهو بلاغ أثار استغراب المتابعين، خاصة أن الفريق لا يوفر لجماهيره أدنى شروط الانتماء، لا من حيث التواصل ولا من حيث المنتجات الرسمية، إذ لا توجد وسيلة لاقتناء القميص أو الشعار أو أي منتج رمزي يمثل هوية النادي. كما لم يتم الوفاء بالوعد الذي قدمه الرئيس خلال الجمعين العامين الأخيرين بإحداث متجر رسمي للنادي. فكيف يُمنع الجمهور من استخدام الشعار، في وقت لا توجد فيه أي قناة رسمية تُمكنه من الحصول عليه بوسائل مشروعة؟
وفي خضم هذا الارتباك، تتواصل التعاقدات الصيفية في مدينة طنجة، بعيدًا عن الأنظار والرقابة الإعلامية، بينما تُدار شؤون الفريق من مراكش عن بُعد، سواء في ما يتعلق بفسخ العقود أو توقيع الصفقات. وهو مشهد يعكس بوضوح غياب التنسيق وضعف التخطيط، ويكرّس نمطًا من التسيير المرتبك الذي يزيد من قلق الشارع الكوكابي، ولا يُبشّر بموسم واضح المعالم.
وفي ظل هذه التحركات غير المفهومة، يبقى الهم الأكبر لجماهير الكوكب المراكشي هو الحفاظ على ما تبقّى من ذاكرة النادي ورمزيته، وعلى رأسها مركز التكوين القُنصلي وملعب العربي بن مبارك. فقد عبّر المشجعون عن رفضهم القاطع لأي تفريط في هذين الفضاءين التاريخيين، لما يحملانه من رمزية رياضية وهوية عمرها عقود، تُجسّد مراحل ذهبية من تاريخ النادي، وتختزل روح الانتماء التي لا تزال حاضرة وسط هذا الانحدار المؤسسي.
الطريقة التي يُدار بها النادي اليوم تثير علامات استفهام عديدة. هناك غياب للشفافية، وتخبّط واضح في اتخاذ القرارات، ومحاولات متكررة لتوجيه النقاش نحو قضايا ثانوية عبر بلاغات دفاعية، بدل مواجهة الأسئلة الجوهرية للجماهير. فعندما يُتَّهَم أحد أفراد الطاقم التقني ثم يُبرَّأ لاحقًا، ويُلقى اللوم على المدرب دون توضيحات رسمية، فإن ذلك لا يُسهم في بناء الثقة، بل يُضاعف حالة الشك والارتباك. والمؤسف أن هذه الفوضى لم تعد استثناءً، بل تحوّلت إلى قاعدة داخل نادٍ يُفترض أنه يمثل تاريخ المدينة وشرفها الرياضي.
المكتب المسير مطالب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بالخروج من منطق البلاغات وتقديم خطة إنقاذ حقيقية. فالجماهير لا تطلب المعجزات، بل تطالب بتسيير نزيه وشفاف ومسؤول، يُعيد الفريق إلى سكّته الصحيحة، ويُرجع له شيئًا من كرامته الكروية التي ضاعت وسط صمت المسؤولين وانكسارات الميدان.