آخر الأخبار

الفرح المستورد

إدريس المغلشي

لا أحد منا يسعى للخسارة ولامن الأخلاق ان نتمنى للغير نفس النتيجة. فالهزيمة لاصديق لها أما الفوز فأصدقاؤه كثر. ومادامت اولوياتنا غير مرتبة بفعل فاعل واصبحت بعض القطاعات تحتل اهتمام العموم مما يؤشر لمعطى اساسي ان مداخل التغيير في البنى السياسيةوالتدبير الحكومي ستعرف عطالة وشللا إكلينيكيا لاشك انه سيخلف كوارث لاحصر لها في النمو وترسيخ الآليات الديمقراطية التي نسعى جميعا لتحقيقهاوالاعلاءمن شأنهاعلى الأقل بالنظرللكلفة والتضحيات الجسام. لقد استطاعت الرياضة عموما وكرة القدم على وجه الخصوص ان تحتل اهتماماواسعا بالنظرلكونهالعبة جماهيرية بامتياز.بل لقد رسخت تلك الجماهير وبالمدن الكبرى تحديدا منهجا متميزا في التأطير سجلت معه نتيجتين مبهرتين الاولى وسعت الفارق بينهاوبين فرقها بالتبني من حيث الاهتمام والفرجة وتوجيه الرسائل المؤطرة ثانيا فاقت احزابنا في عدد المنخرطين والمهتمين فقد تجد مثلا جمهور العاصمة الاقتصادية الرجاء او الوداد يفوق عدد الحاضرين لمؤتمر سياسي. مما يعزز صورة الأولويات لدى المواطن المغربي .والافضع من ذلك ان تجد مسيرة ضد الغلاء دعت لها احدى النقابات المركزية لاتعكس بالضرورة حجم الاحتجاجات في وسائل التواصل الاجتماعي او عبر المنابر الصحافية.معادلة مختلة تحتاج لدراسة سوسيولوجية.مع وجود سلوك شاذ يطرح الكثير من التساؤلات .الجمهور ينتفض لخسارة فريقه ولا يحرك ساكنا اتجاه غلاء الاسعار وضيق عيشه.فعلا نحتاج لاعادة ترتيب هذه الاولويات.لكن كل الاجهزة المنوطة بها هذا الدور منشغلة بامورها الداخلية وتوزيع الادوار للاستفادة اكثر. ويدبرون فضائحهم التي لاتنتهي .ويتساءلون بوقاحة شديدة ماسبب العزوف السياسي ؟
انتصار الوداد لم يكن مقنعا ولامطمئنا وبالتالي مهما كنا متفائلين نحتاج لمعجزة لبلوغ النهاية.اما الرجاء فقد خالفت الموعد بالنظر لضعف الفريق وعدم قدرة المدرب على خلق فريق منسجم وقوي مع وجود جمهور عالمي فاق التوقعات في الكم والكيف .اما الجيش الملكي المحتل للصف الأول في بطولتنا الوطنية فيبدو ان قوته لاتتعدى حدود جغرافيته بالنظر لمباراته بالجزائر . ثلاث فرق لاتعكس قوة ومكانة المنتخب الوطني وبالتالي نعيش إشكالية عدم انعكاس هذه الصورة على فرقنا الوطنية.وقد قلنا سابقا لكن لاحياة لمن تنادي ،حين انتصرالمغرب واحتل المربع الذهبي في المونديال الأخير قلنا انذاك من حقنا الفرح لكن نحتاج لأمرين هامين مع هذا الانتصارضرورة الاجابة على سؤال .
ماذا بعد هذا الانجاز ؟كيف السبيل للحفاظ عليه ومأسسته ؟ حتى لانعيش لحظة عابرة تغطي على إخفاقاتنا البنيوية.الأمر الذي يجيده كثير من مسؤولينا الفشلة ويبرعون فيه . لاننكر ان كثير من نجاحاتنا مستوردة بايادي ابناء الوطن المهاجرين الذين اطرتهم الدول المستقبلة.لكن هناك تقحم أيادي داخلية تقتات على مجهود الآخرين مادام الكل تحت راية الوطن.دون محاسبتها على الموارد المهدورة.لقد أصبحنا نستورد كل شيء حتى الفرح الفرجوي، لم نعد قادرين على انتاجه. إنه زمن الراكبين على النجاح ، زمن إفلاس المؤسسات بامتياز.