آخر الأخبار

الـغـضـب لا يـقـدم حـلـولا

المبارك الگنوني

الغضب انفعال يولد إعصارا،هو ثواران في النفس يحملها على الرغبة في البطش والإنتقام.الغضب نارمستكنة في أعماق الفؤاد استكان الجمرتحت الرماد. فعندما يغضب المرء يفقد البوصلة التي تتحكم في أعصابه وتنطفئ شعلة العقل وتتقد النرفزة وتتشنج العضلات العصبية،مع شعور بالحزن الشديد المصاحب للصياح والتشنجات العضلية والعصبية يرهق بها الفرد مشاعره عن طريق الشدة في نبرة الصوت .قال أحد الحكماء:”إن الغضب عدو العقل ، وهو له كالذئب للشاة قلَّ ما يتمكن منه إلا اغتاله ” قال القرطبي -رحمه الله تعالى- ” الغضب في اللغة : الشدة ، ورجل غضوب أي شديد الخلق ، والغضوب الحية الخبيثة ؛ لشدتها , والغضبة : الدرقة من جلد البعير يطوى بعضها على بعض سميت بذلك لشدتها ” . وفي الاصطلاح: عرفه الجرجاني بأنه: «تغير يحصل عند غليان دم القلب ليحصل عنه التشفي للصدر» ، وعرفه الغزالي: «غليان دم القلب بطلب الانتقام» .الغضب شعلة نار ربما يجمع الشرَّ كله، وربما أدى إلى الموت باختناق حرارة القلب فيه، وربما كان سبباً لأمراض خطيرة، ناهيك عن لواحقه: مقت الأصدقاء، وشماتة الأعداء، استهزاء الحساد والأراذل من الناس. وصدق من قال: «الغضب ريح تهب على سراج العقل فتطفئه». فقد حذر عدد من الأطباء البريطانيين من تفشي ظاهرة انعدام السيطرة علي المزاج مؤكدين أنها تعد مشكلة كبيرة علي الرغم من أن أحداً لا يعتبر أنها تحتاج علاجاً. وقال الأطباء إن عدم التمكن من السيطرة على الغضب أصبح ظاهرة تتزايد وتتسبب بارتفاع أعداد الأعمال الإجرامية وتفكك عائلات بالإضافة إلي المشاكل الصحية الجسدية والعقلية. يقول الدكتور”Joseph Montagu” صاحب كتاب”مشكلة العصبية”:” أنت لا تصاب بالقرحة بسبب ما تأكل بل بسبب ما يأكلك،قاصدا الغضب والإنفعال.” وقال “William James”:” إن الله يغفر لنا خطايانا،لكن جهازنا العصبي لا يفعل ذلك أبدا بسبب الغضب و الإنفعال.”. لقد ورد في السن النبوية علاجات للتخلص من هذا الداء وللحدّ من آثاره وأكدها العلم الحديث .إذا غضب الإنسان، عليه أولا أن يتعود من الشيطان الرجيم ،الوضوء له أثرعظيم في طهارة وتهدئة التشنجات على الغاضب لزوم السكوت وعدم الرد لا بالقول ولا بالفعل مع تذكرفضيلة كظم الغيض ثم تغيير الهيئة من الوقوف الى الجلوس مع الإنشغال بذكر الله والتكبير والتسبيح.