حسن الرحيبي
أبو العبّاس أحمد بن الطّاهر العَثماني الغربي (عَلاقته بالصّديݣات)
تُنسَب عائلته للصّقلّيين الحسَنيين ، وفيها الدّخيل بكثرة والأصيل . منهم اولاد سي الطّيّب بن محمد بن عمرو . واولاد السّيد الطاهر بن محمّد بن عمرو : وهم الفتاتشة اولاد سيدي محمد أفتّاش : وإخوانهم باولاد يخلف . (بني اخلف وسانية برّݣيݣ) .. ولا يبعد نسَبهم في الصّقلّيين . فإنّ أوّليتهم بالمغرب لمّا خرجوا من صقلّية : نزلوا أݣادير من سوس الأقصَىٰ ، ثم استوطنوا عاصمة مرّاكش . فكان لهم ظهور في الدّولَة الموحّدية . فتولّوا مراتب القضاء ثم انتقلوا لفاس .
كان المترجَم ( سي احمد بن الطّاهر العَثماني) فقيهاً عالماً أستاذاً صَالحاً معتنياً بالقراءَات (السّبع) . ذا أحوال طيّبة وكرامات غريبة . أخذ عنه القراءات الفقيه سيدي محمد بن أحمد الصّديݣي (مؤسّس دوّار الصّديݣات) . وكان يملأ فمَه بالثّناء عليه .
وفاته :
توفي سي أبو العبّاس أحمد بن الطّاهر العثماني في منتصَف القرن الثّالث عشر الهجري الموافق لسنة 1835 ميلادية . وضَريحُه مشهور بالعثامنة من الغربية يُتبرّك به .
جَواهر الكَمال في تراجم الرّجال
الفقيه الكانوني
ملحوظة : كان دائماً أبناء العثامنة والحوارجة واولاد عزّاز من الصّقلّيين وآل جبران وآل التّاري والمتوكّل والشاذلي وفُتوح وبن شريفَة … من المتفوّقين دراسياً بدون استثناء وبهندام راق . الآن عرفت صلتهم بالصّديݣات روحياً ومعرفياً . وبالفعل لم يكتف الفقيه بن الصّديݣي جدّ أبي شعيب الدكّالي الحافظ الشهير بالمشرق والمغرب . ومؤسّس دوار الصّديݣات الذي طبق صيته الآفاق … لم يكتف بتلقي العلم والقراءات السّبع من فقهاء العثامنة الكبار بل تزوّج منهم وأنجب عدة أبناء .
وكما عُرف أهل العثامنة بحسن الهندام وببشرتهم البيضاء النّاصعة والشّقراء أحياناً على الطّريقة الأوروبّية … فقد اشتهروا أيضاً بالمتاجرة الرّاقية في الأثواب بكل أصنافها وتجهيز أفرشة المنازل والبيوت في المدن والقرى … لم يكن ينافسهم في ذلك سوى تجار الغنادرة واولاد عمران الأغنياء جداً…