نُقلت جثة شخص في الأربعينات من عمره إلى مستودع الأموات بأمر من النيابة العامة المختصة، قصد إخضاعها للتشريح الطبي لتحديد أسباب الوفاة، وذلك بعد العثور عليها زوال اليوم الجمعة 8 غشت الجاري، خلف حدائق المنارة بمدينة مراكش، في مكان مهجور غير بعيد عن مسجد مربط الخيل.
ووفق مصادر محلية، فإن الجثة تعود لرجل يعيش في وضعية تشرد، وكان يقيم منذ مدة بين الأحراش المحاذية للحديقة، في عزلة تامة عن المجتمع. وقد تم اكتشاف الواقعة بالصدفة، بعدما استوقفت رائحة كريهة أحد رجال الأمن أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة، ليقوم بإشعار المصالح المختصة.
وسارعت المصالح الأمنية التابعة للدائرة الثامنة إلى عين المكان، مرفوقة بالسلطة المحلية التابعة للملحقة الإدارية الحي الشتوي، حيث تم فتح تحقيق في ظروف وملابسات الوفاة، في انتظار ما ستُسفر عنه نتائج الخبرة الطبية.
وتعيد هذه الحادثة المأساوية إلى الواجهة ملف التشرد بمدينة مراكش، في ظل الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يعيشها العشرات من الأشخاص بدون مأوى، خصوصاً مع الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة خلال هذه الفترة من السنة.
وفي هذا السياق، تتجه أصابع الاتهام إلى الوزارة المكلفة بالحماية الاجتماعية، باعتبارها الجهة المسؤولة عن إحداث وتنزيل البرامج الاستعجالية لحماية هذه الفئة الهشة، حيث يرى العديد من المتتبعين أن غياب تدخل فعّال ومستدام يساهم في تفاقم معاناة المشردين، ويحول دون تجنيبهم مآسي مماثلة.