آخر الأخبار

الضفة اليمنى لوادي إيسيل بالنخيل… فوضى الأشغال تُغرق المنطقة في التلوث والتهميش

تشهد الضفة اليمنى لوادي إيسيل، التابعة لمقاطعة النخيل، حالة من التدهور البيئي الصارخ نتيجة فوضى في تدبير الأشغال العمومية، بعدما تحولت إلى مطرح عشوائي للأتربة والنفايات القادمة من الأوراش الكبرى التي تعرفها مدينة مراكش. هذه الشاحنات، المحملة بمخلفات البناء، تعبر في حنج الليل القنطرة المجاورة لباب الدباغ، مخلفة ضوضاء مزعجة وبيئة مشوهة، في ظل تراخٍ واضح من السلطات المحلية وتقاعس وكالة الحوض المائي عن أداء دورها الرقابي.

ما يجري على هذه الضفة يعكس خللاً عميقًا في التنسيق وتطبيق القانون، حيث تُستباح المنطقة من طرف شاحنات تابعة لأوراش أخرى، في سياسة التجميل على حساب التلويث، تُنقل فيها مخلفات الإصلاح من منطقة إلى أخرى دون اعتبار للعدالة المجالية أو الحق في بيئة سليمة.

في المقابل، تلتزم وكالة الحوض المائي، المعنية بحماية المجاري المائية، صمتًا مقلقًا، رغم أن القانون يُحمّلها مسؤولية الحفاظ على سلامة الأودية من التلوث والاستغلال العشوائي. ويستمر الإهمال الممنهج في ترك الضفة دون سياج أو إنارة أو صيانة، مما يُعرض المارة، وخصوصًا الأطفال، لحوادث متكررة.

وتعاني  ساكنة النخيل ليس فقط من النفايات والأتربة، بل أيضًا من الضجيج الليلي الخانق الذي تحدثه الشاحنات العابرة، ما حوّل الهدوء المفترض إلى معاناة مستمرة.

هذا الواقع يفرض تحركًا عاجلاً لمحاسبة المسؤولين على الأشغال بمدينة النخيل، مع إطلاق عملية تنظيف وتأهيل شامل للضفة اليمنى لوادي إيسيل، ووقف كل أشكال التعدي على هذا المجال الحيوي، في احترام تام لكرامة الساكنة وحقوقها البيئية.