آخر الأخبار

الضحايا الهامشيون

في كل القضايا التي يراد لها ان تثير ضجة او نقاشا في الساحة وفي زخم الاحداث المتداخلة والتي يصعب معها الفرز لكن تطفو على السطح اقواها صدمة وقربا من اهتمام الراي العام بل منها من يمر في صمت تحت ضجيج الاكثر اثارة وهي بالفعل بالمقارنة لاترقى لقوتها فتلك تقنية الهاء توظف فيها ميكانيزمات تلعب فيها وسائل الاعلام دورا هاما لكن لايمكن انكار ان حدثين هامين استاثرا باهتمام الراي العام .
الحدث الاول : غرق شباب في مقتبل العمر في شاطيء النحلة بالمحمدية ،وكيف ان عصابة منظمة استطاعت ان تقنعهم بالدخول في مغامرة الحريك و ان تقودهم نحو حتفهم وبالمقابل ففي المغرب كل الغلابة والطامعين في العيش في الضفة الاخرى يستطيعون ان يوفروا للموت في البحر المال والحياة على حد سواء .كانت كلمات اب مكلوم بعد الفاجعة مؤثرة وهو يردد جوابا يشبه لحد الهذيان انه غير متاكد ان ابنه ضمن الضحايا .فكانت الخسارة موجعة .انهم ضحايا هامشيون قتلهم الفراغ وقلة ذات اليد وانعدام شروط العيش الكريم في دواويير ومداشر احتياط انتخابي لسراق الوطن الذين يبيعون الوهم للفقراء.

الحدث الثاني : حدث الاجهاض وتناسل قضايا سيستتبعها نقاش لامحالة سيؤثث موائد بعض المرفهين الذين يحلو لهم الترافع في قضايا التمدن واغلبية الشعب تسحقه البطالة والفاقة والجهل .لكن مادمنا نروم تسليط الضوء على الطرف الاخر لنحكم اغلاق المشهد من اجل ان تكتمل الصورة فليسمح لي بطل او بطلة القضية الثانية لانه (ها) من المفروض ان يؤدي ضريبة شهرة اسم او تالق خط تحريري او نسب عائلة عالمة او غيرها من الالقاب التي تستفز اصحاب القرار وتوسع من دائرة اهتمام الراي العام نحوها دون غيرها وتقلق راحة المنافسين الشرسين الذين يواجهون هذا الطرح بطرق لاتخطر على بال . من اجل تصفية تركة بتجفيف حلف الممانعة واغتيال رمزيتها وتقويض معالم بنى صرح صحافي قال كلمته نتفق او نختلف معه لكن يبقى صوتا مسموعا يجسد توجها معينا .الامر المهم ان الضحايا الهامشيون هم من يؤثثون المشهد لتكتمل اركانه حتى لايبدو ناقصا او مشوها .فاذا كان البطل يؤدي ضريبة موقف او مبدا وقناعة فالضحية الهامشي هو من يؤدي بالضرورة ثمن رابط حب او زواج والافظع ان يؤدي ضريبة علاقة خدماتية او تجارية لان الطرف المستهدف ليس زبونا عاديا .اما الباقي فهم ضحايا هامشيون .

ذ ادريس المغلشي