الصناع التقليديون في أزمة غذائية بسبب أشغال التهيئة

بات أصحاب محلات الصناعة التقليدية و مستخدميهم من اليد العاملة البسيطة على شفا حفرة من أزمة غذائية تتهددهم ، بعدما اكتووا بنار أزمة اقتصادية أثرت سلبا على علاقاتهم الأسرية و الإجتماعية . فبعد أن استبشرت ساكنة مدينة مراكش بالتفاتة المسؤولين إليها من خلال عملية الإصلاح و الترميم التي همت أساسا تزيين واجهة أزقة أحياء المدينة العتيقة ، و اعتبارهم العملية ، التي تدخل ضمن برنامج المدينة المتجددة ، استثمارا لإنعاش مستقبلي للصناعة التقليدية و اهتماما من المسؤولين بشريحة هي أساس الحفاظ على الموروث الثقافي و الفني و الفكري و كذلك الهوياتي لمدينة مراكش ، بما يتبع ذلك من انتعاش على مستوى قطاع الشغل المرتبط بالصناعة التقليدية . كان التهاون و الإهمال و عدم الإكثرات هو سيد الوقف ، و تركز في ذهن هؤلاء أن المسألة لا تعدو إنجاز تعليمات جامدة لا علاقة لها بالبشر و لا الحجر . فالأشغال تسير وفق مزاجية مريحة للأوصياء ، و قاتلة للمكتوين بها . بطء و توقف في صيرورة العمل دون رقيب أو حسيب . أحد الصناع التقليديين تمنى لو بقي ” الدراز ” الذي كان يدر عليه 50 درهما يوميا كما كان عليه الحال ، لما عاش وضعه المحرج مع أبنائه و متعلقيه ، سيما و أن الفترة هي مرحلة دروة الشغل في العام كله . الرجل بات مقترا على نفسه و أهله في المدة التي يحلقون فيها و يستحمون ، أما عن نوعية المواد الغذائية فالوضع يسير من سيء إلى أسوأ ب ، بعد أن تجاوزت الأشغال شهرا و نصف و مازالت في منتصفها متوقفة . و قد سبق ل ” مراكش اليوم ” أن نبهت لارتجالية التخطيط خلال مادة همت سكان ” الفنادق التقليدية ” . فهل ينتظر أوصياء مدينة مراكش حتى ينفجر الوضع ؟