الصّقايْريّة أو بقايَا ومخلفات حُروب وفنون وأسَاليب قتالية ومهارات حربيَة .. تحوّلت إلى فُرجَة فولكلورية ..
حسن الرحيبي
أو المُحَاربون بالعصيّ ، أصلهم من اولاد بُوعشّة كانوا يؤثّثون الأسوَاق الأسبوعية والمَوَاسم السّنوية بمهاراتهم الفائقة في ترويض العصَا واللّعب بها بمهارة ..كما كانوا يحرّضُون الناس بانتماءاتهم القبَلية والعرقية لافتداء من ينتمي لقبيلتهم مثل الدّكالي والعبدي والأمازيغي الخ ..مما يجعل الناس يتنافسون لتحرير وإعفَاء ابن جلدتهم من الشحط والخبط بعصَا الجّبّوج المتينة ..ومنحهم النقود أكثر ..لا شك هذه الفرجة الفولكلورية من مخلفات الحروب الماضية والقديمة حين كانت فرق تتقاتل بالعصي ، وكذلك الصّراع الجسماني أو العباز ، والمبارزة بين الأشداء والماهرين من كل فريق ، قبل الدخول في صراع جماعي بالتراشق بالحجارة وغيرها . وقد عاشينا هذه المبارزات في أوائل الستينات خلال يوم عاشوراء الذي كان يبدأ صَباحاً بالتبارز ، بين دوارين مناوئين كعادات شيعية ، تندب موت الحسين ، إلى أهازيج فولكلورية ، وتراشق بالحجارة بمنع فريق لآخر من دفن بابا عايشور ، كرمز لمقتل الحسين بن علي ..تشترك فيه النساء مع الرّجال ..للدفاع عن الدوار ..ويرجع ذلك لاختلاف أصُول الدواوير :
الصّديݣات ضد البريبرات وكل منهما ينتمي لخلفية اجتماعية وتاريخية متناقضة ، وكذلك الطالوع والݣوَايل وهما أيضاً من أصُول اجتماعية مختلفة ، والمناصرة والطّالوع …
أصُول سباعية وفرجية وصقلية وإدريسية ، مما كان يولد هذه الصّراعات التي تتفجر وتطفو على السطح خلال هذه المناسبة لتختفي طول السّنة ويعود الناس لعلاقاتهم العادية ، وتصَاهرهم وتعاونهم بشكل عادي ..وأيضاً عبيدات الرمىٰ الذين ارتبطوا بتنشيط الجيش خلال الحرُوب ليتحوّلوا لمجرد فرق موسيقية ومسرحية وفولكلورية تنشر الفرجة في الأعراس والأسواق ..نذكر أيضاً حمادشة ذوي الخلفية الشيعية التطبيرية واولاد سيدي حماد أو موسىٰ ومرجعيتهم الجهادية الرّياضية ، وأيضاً التّبوريدة ذات الأصول الجهادية ضد البرتغاليين والأتراك ، خاصّةً كومونضُوهات الحياينة واحمر والرّحامنة ..والتي تحولت لمجرد فرق للفروسية تناست أصُولها العسكرية ، لكن لا زالت تحتفل بالمناسبات بحماس وشجاعة ورجولة بطولية ، تحت أصداء زغاريد النساء كما كان يتم أثناء الحروب ..والاستماتة في الدفاع عن الحريم خلال ملاحم لا زالت حية في لاوعي ولاشعور الأهالي حين كانت النساء تحرض الرجال ، وتدفعهم للقتال ، بتحريك الجانب الرّجولي الحسّاس :
مَا اتّوماش رجّالة
واللّه ما فيكم ريحة الرّجلة !
عَا اضربُوا ولا اهربوا
مع التقلاز والتصباع :هاكوا آ الشّمَايْت ..
ممّا يهين الرجال في كرَامتهم وفحولتهم ، وينتقصُ من رجولتهم ، فينجزون المستحيل ، كما فعل رحّو بنشحمُوط
عند قتله لجنرال برتغالي بقطعة حجر(nuño gomez de ataide ) ، أثناء سبيه لنساء اولاد عمران سنة 1516 .
