احتفلت مراكش، جمهورًا ومدينة، بعودة الكوكب المراكشي إلى القسم الوطني، في لحظة طال انتظارها ورافقتها مشاعر الفخر والانتماء. لكن وسط زخم الفرح، تعلو أصوات كثيرة تنبه إلى أن الصعود ليس نهاية الطريق، بل مجرد بداية جديدة تفرض تحديات أكبر ومسؤولية أعظم.
اليوم، المطلب لم يعد مقتصرًا على فئة من المشجعين، بل أصبح صوتًا عامًا يعبّر عن وجدان المدينة: الكوكب يحتاج إلى مشروع رياضي حقيقي، لا شعارات ولا حلول ترقيعية. يحتاج إلى رؤية واضحة، تخطيط دقيق، واستثمار في التكوين والبنية التحتية، حتى لا يتحول هذا الإنجاز إلى لحظة عابرة.
مراكش بكل مكوناتها تطالب بتغيير في طريقة التسيير، بأسلوب حديث يواكب متطلبات الكرة الاحترافية، ويرتكز على الحكامة والاستمرارية. الفريق لا يمكن أن يبنى بالصدفة أو العاطفة، بل بمشروع مؤسسي يؤمن بالمبدأ ويضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار.
الكوكب المراكشي لم يكن يومًا مجرد نادٍ رياضي، بل رمز من رموز المدينة، يحمل عبق التاريخ وذكريات الأجيال. واليوم، أمام هذا الرمز فرصة حقيقية للنهوض، شريطة أن يتم البناء على أسس صحيحة، بعيدًا عن الارتجال والتدبير الموسمي.
المرحلة القادمة تتطلب تعبئة شاملة، يشارك فيها الجميع: الجماهير، المسيرون، الفاعلون المحليون، والجهات الداعمة. لأن الكوكب يستحق أن يُصان، لا فقط من أجل تاريخه، بل من أجل مستقبل كرة القدم في مراكش.