آخر الأخبار

الشيخ محمد بن سليمان الفاسي : شمس أفلت قبل وقت غروبها – 6 –

عبد الجليل بدزي 

او قاري كي يؤرخ له أشعاره ويستخرج تاريخها، على غرار ما فعل الذين اعتبروا كلمة (واشعاري) مؤشرا على تاريخ نظم هذه القصيدة، واجتهدوا في ضم حرف لا ينتمي للكلمة وهو حرف (الواو) الذي يعتبر هنا حرف عطف للتفسير، أي أن الكلمة بعده تشرح الكلمة قبلها، وذلك حتى يكون الحساب تاما حسب ما يعتقدون وهو (1276 هـ)، ويبنون على ذلك قناعتهم التي تشير إلى أن الشيخ محمد بن سليمان مات وهو شيخ مسن جاوز التسعين سنة، وهي كلها مزاعم مبنية على أدلة سهل نفيها بالحجة والمنطق السليم، ثم نتساءل مع أصحاب هذا الرأي قائلين: على ماذا استندتم عندما اجتزأتم كلمة (واشعاري) من السياق لكي تشيروا من خلالها إلى تاريخ نظم النص؟ خاصة وأن الكلمة مرتبطة دلاليا بكلمة سابقة (ارموزي) مما يجعلهما تتكاملان لتشيرا معا إلى المعنى الذي يرمي إليه الشاعر، ثم لماذا لا نأخذ مثلا كلمة (ارموزي) بدلا من كلمة (واشعاري)؟ والأصوب إن كانت ستكون قراءة في هذا الجانب أن نأخذ الكلمتين معا (ارموزي واشعاري)، حيث يقول الشيخ ابن سليمان: (واللي هو قاري + إيورخ ارموزي واشعاري)، فنحن سواء أخذنا كلمة (ارموزي)، أو كلمة (اشعاري) بدون واو، أو أخذنا الكلمتين معا لا نستطيع أن نصل إلى شيء مما استخلصه هؤلاء، مما يكشف على أن كلمة (إورخ ارموزي واشعاري)، فيها إشارة إلى رغبة الشاعر في حث قارئ شعره على أن يعرف السياق التاريخي الذي قيل فيه، كما يحثه في الشطرة الأخرى أن يعرف من هو أستاذه وشيخه كما أشرنا إلى ذلك سابقا، وهذا لرغبة الشيخ ابن سليمان في أن يقطع كل العلاقات بينه وبين شيخه ولد أرزين، وينفي نفيا قاطعا أن تكون له به أي صلة.