آخر الأخبار

السيرة الجماعية لمنظمة 23 مارس بآسفي _ 5 _

اللجان القاعدية: كنت وزملائي من المفروض أن نغادر أسوار الثكنات العسكرية ( مراكش _ ورزازات) في ٣٠ نونبر ١٩٧٤، بيد أن مطالبة المغرب باسترجاع أقاليمه الجنوبية لتحقيق وحدته الترابية مددت ” اقامتنا” في تينك الثكنتين الى مارس ١٩٧٥ وبذلگ قضينا حوالي اثنين ووعشرين شهرا عوض ١٨ شهرا.
وبمغادرتنا لهذين المكانين تفرقت بنا السبل، فينا من اختار الجيش مهنة له(الشهيد أحمد بلخالة)، وفينا من تمرد عليها بالسخرية كما فعل محمد لقستنتيني، وفينا من توجه الى التعليم الابتدائي(المرحوم عبدالواحد اليعقوبي)ليساعد أسرته، وفينا من التحق بالمراكز التربوية الجهوية(محمد بوجة..) وفينا من تابع دراسته بكلية الاداب بالرباط ( الزوهري، والمرحوم د.بوعنبة)
وهي تقريبا السبل ذاتها التي فرقت بين بقية ” الأعضاء” الذين سيشكلون “القواعد الخلفية “لمنظمة ٢٣ مارس، مع تباين في الاستعداد الفكري والنفسي والتنظيمي لكل واحد من هؤلاء “الاعضاء ” (عبدالقادر ازريع، محمد بولامي، ادريس اليعقوبي، عبدالاله الشلاغمي، محمد لقستنتيني احمد كرناوي، الحسين الرشيد،ابراهيم الحضرمي ،محمد كربوش، عبداللطيف اغزو، عبدالهادي الزوهري) ،وفي مرحلة لاحقة( احمد بنسترة، وعبداللطيف علوي)، واعتذر لمن يمكن ان أنسى اسمه.
وعند التحاقي بالمواسم الدراسية ٧٥_٧٦ _٧٧ من القرن الماضي بكلية الاداب بالرباط كنت اشارك الى جانب الكثير من المناضلين في التظاهرات_ بالحرم الجامعي_ المطالبة برفع الحظر عن اوطم ،واطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتاسيس التعاضدية على غرار طلبة فاس كما اشارك في الاحتجاجات لتحسين التغذية في الحي الجامعي بالسويسي واحضر الى الانشطة الثقافية التي كانت تقام في المدرسة المحمدية للمهندسين والتي غالبا ما كان يغني فيها سعيد المغربي.
أما في العطل الدراسية حين نعود من “كل فج عميق”الى آسفي وتلتقي القواعد الخلفية وتلتف في حلقات بجماعتي بياضة والزاوية لتدارس كلمة العدد التي كان يكتبها الشهيد عمر بنجلون في جريدة المحرر والتي كانت يقتنيها على الدوام عبد الرفيق بوركي و عبدالقادر ازريع وخصوصا في مرحلة الاعداد للمسيرة الخضراء، فضلا عن تاطير هذه الحلقات من لدن الفتى اليساري_ عبدالرفيق بوركي_
ولم تكن هذه اللقاءات مسترسلة او تخضع ليومية مضبوطة،بل كانت تعقد، كلما اتفق، وبمن حضر. في منازل (بولامي، علوي، اليعقوبي،ازريع الزوهري ..)وبموازاة هذه الحلقات الجماعية ،كان يمدني الصديق ازريع ابن حارتي، بشكل منفرد بكتيبات سلسلة المناضل، واصول الفلسفة الماركسية لبولتزر، والبيان الشيوعي….مطالبا أياي بتلخيصها وكان ذلك بداية احساسي بالانتماء ” الغامض”.
وفي عطل أصياف٧٦ _٧٧ وحتى١٩٧٨،فقد كنا نتدارس كتب لينين : ماالعمل ، ومرض اليسارية الطفولي، والتطور اللامتكافئ لسمير امين مع نسخ بعض المقالات من جريدة ٢٣ مارس_دون ان أطلع عليها على الأقل في حالتي_ أذكر منها مقالين أحدهما حول ازمة التعليم بالمغرب، والثاني عبارة عن حوار صحافي للمجاهد محمد بنسعيد بشأن الصحراء المغربية
والى حدود هذه المرحلة فان الغالبية العظمي من هذه القواعد الخلفية ليس له اتصال مباشر بالمنظمة وليس معترفا به في الدورة التنظيمية كعضو او في مرحلة الترفيق نظرا للطابع السري للتنظيم وعوائق الحصول على العضوية.بيد أن أغلبنا كان كان يؤمن انه عضو ” بالقوة” في تنظيم ٢٣ مارس مما كان يلزمنا _من الالتزام_ بالقيام بمهام التكوين الايديولوجي الذاتي والاستقطاب في صفوف أصدقائنا في الدراسة وفي حاراتنا.

عبد الهادي زوهري / قناعة الاختيار بوحدة اليسار