آخر الأخبار

السيرة الجماعية لمنظمة 23 مارس بآسفي ـ 6 ـ

في المدرسة العليا بالرباط 78 ـ 1979 : التقيت في القسم بالرفيقة “م ع ” التي ستصبح زوحتي، وهي القادمة من كلية الاداب بفاس ،وهي التي تعرف أحق المعرفة رفيقنا الفتى اليساري المنفي الى الجزأئر ،كانت هذه المعرفة المشتركة هي التي طورت علاقتنا الى زواج.
كانت رفيقتي “م ع “ـ  انذاك ـ تشتغل في احدى خلايا المنظمة بالرباط في حين كنت وصديقي الحسين الرشيد خارج المنظمة، وليس لدي اي اتصال مباشر، ورغم محاولتها لتربط لي أول اتصال مباشر فانها لم تفلح في ذلك لان المنظمة وقتئذ كانت منشغلة باستفتاء داخلي.
وهكذا كنت ـ كما كان غيري ـ محمد بولامي المرحوم عبدالواحد اليعقوبي.. ـ يحسون انهم ينتمون فعليا الى المنظمة ويناضلون ب”اسمها” دون أن يكتسبوا عضويتها، وهذا أمر مفهوم لطابع السرية من جهة، وللمسار الطويل الذي يسلكه المناضل من اللجان القاعدية الى مايسمى بوضعية الترفيق من جهة اخرى.
التعيين بثانوية الحسن الثاني باسفي من 78 ـ 79 إلى 79 ـ 80 ، قضيت سنتين وانا أشتغل بهذه الثانوية حيث انصب اهتمامي صحبة ثلة من” الرفاق” والأصدقاء العاطفين : محمد بولامي المرحوم اليعقوبي، الحسين الرشيد ابراهيم الحضرمي ،محمد فلاح (من البيضاء،صديق الدراسة،عين في اسفي) وكذا الاستاذ احمد وازري وعبد الرحيم نصر الدين على المساهمة في تأسيس جمعية البعث الثقافي والانخراط في ن.و.ت ( ك.د.ش.).
وقد عشنا كمناضلين أول اضراب لافت هو اضراب الشغيلة التعليمية والصحة…في 10 و 11 أبريل 79  وماتلاه من قمع وحشي واعتقالات بالجملة الأمر الذي افرغ النقابة من منخرطيها ، وأبعد عنها العديد من الجماهير التعليمية بسبب الترهيب والاعتقالات…
في هذه المرحلة لعبنا كأنواليين وأصدقاءنا من العاطفين دورا طلائعيا في صمود النقابة من خلال الاشعاع الثقافي والتكويني الذي قمنا به وتجلى من خلال العروض التي كانت عن عبارة عن ملخصات لرسائلنا الجامعية في النقد والادب المغربي…وساهم كل من : محمد فلاح وزهرة الحمري ـ وكانت ثاني مناضلة نسائية تعزز صفوف النقابة ـ ابراهيم الحضرمي ،الحسين الرشيد ،عبدالهادي الزوهري ،محمد بولامي…اذ لم يكن المجلس التعليمي يتعدى خمسة عشر فردا نشكل نحن نصفه والتيار الاتحادي: المتوكل ،صبور ،بندقية، اغيات ،سامي ،جكيب و البوعيبي والشرقي
وقام فصيلنا بدور لافت في انجاح اول فاتح ماي كونفدرالي الى جانب مناضلي الاتحاد سنة 1980.
في نهاية هذه السنة الاخيرة كانت قيادة منظمتنا في المنفى تتهيأ للعودة بعد التطور السياسي الذي عرفته البلاد ،قضية الصحراء المؤتمر الاستثنائي للاتحاد، الانتخابات البلدية والبرلمانية 67 ـ 77 ،ظهور جريدتنا ” أنوال” في نونبر 1979 ….
في نهاية هذه السنة 1980 ألححت على رفيقي ع، أزريع أن يربط لي الاتصال بالمنظمة مرة أخرى، وفعلا ضرب لي موعدا بالرباط حيث سافرت الا أن ذلك لم يتم رغم حرصي الشديد على ان اكون في المكان والتوقيت المتفق عليهما.