آخر الأخبار

السياح الفرنسيون يهجرون مراكش

تطوان تُزيح مراكش من خريطة السياحة الفرنسية؟ مقال فرنسي يُفجّر أسئلة حول تدهور البنية التحتية في المدينة الحمراء

أثار مقال صحفي نشره موقع be.com الفرنسي تحت عنوان «Pourquoi les Français préfèrent maintenant Tétouan à Marrakech» (لماذا بات الفرنسيون يُفضلون تطوان على مراكش؟)، جدلًا واسعًا في الأوساط المهتمة بالشأن السياحي المغربي، وخاصة في مراكش، التي كانت إلى وقت قريب تُلقب بعاصمة السياحة الوطنية دون منازع.

المقال الذي كشف عن تحول في مزاج السياح الفرنسيين، لم يكن سوى انعكاس لصورة بدأت تتبلور على أرض الواقع، حيث تعيش المدينة الحمراء أزمة بنيوية صامتة منذ تولي المجلس الجماعي الحالي مسؤولية تدبير شؤونها .

البنية التحتية تتآكل… ولا حياة لمن تنادي

في شوارع جليز، الحي العصري والسياحي، تتناثر الحفر كما لو كانت فخاخًا للمشاة والسائقين على حد سواء. في المدينة العتيقة، حيث تتقاطع الأزقة الضيقة مع التاريخ، تغيب الإنارة وتنتشر الأزبال، وتُخنق الأزقة بأشغال لا تنتهي ولا تُراقب. بينما يشكو سكان أحياء أخرى من انقطاعات متكررة للماء، حتى في ذروة موسم الصيف.

ما يعيشه المراكشيون يوميًا، يُلاحظه السياح أيضًا فحسب شهادات متداولة وملاحظات على مواقع الحجز والتقييم السياحي، فإن تراجع جودة البنية التحتية والخدمات صار عنصرًا حاسمًا في اختيارات الزوار، خصوصًا أولئك الباحثين عن راحة واستقرار في تجربتهم السياحية.

السياح الفرنسيون يغيرون وجهتهم… تطوان تبرز كخيار بديل

مقال be.com لم يأتِ من فراغ فقد أشار بوضوح إلى أن “تطوان بدأت تُجذب السياح الفرنسيين الذين اعتادوا زيارة مراكش، لما لمسوه من نظافة، هدوء، وتطور في البنية التحتية”.
مقابل ذلك، اعتُبرت مراكش “مدينة جميلة… لكن متعبة”، وهي عبارة تلخص بمرارة واقعًا تعيشه مدينة كان من المفترض أن تكون واجهة حضارية للمغرب.

هذه المفارقة تُبرز خطورة فقدان مراكش لمكانتها كوجهة أولى للسياح الفرنسيين، الذين يُشكّلون ركيزة أساسية في الاقتصاد المحلي، سواء على مستوى الفنادق، أو الإقامات السياحية، أو المطاعم التقليدية.

مجلس جماعي عاجز… وأزمة تدبير مركبة

منذ انتخابه، لم يُظهر المجلس الجماعي الحالي لمراكش أي ملامح لخطة شاملة لتأهيل المدينة أو صيانتها. على العكس، تشير الوقائع إلى تعطّل مشاريع، وغياب أي رؤية حضرية أو سياحية واضحة، إضافة إلى غياب شبه تام للتواصل مع الفاعلين المحليين من جمعيات مهنية ومواطنين.

ما يُضاعف القلق هو تحوّل مراكش إلى ورش مفتوح دون نهاية، دون التزام بجودة الأشغال أو آجالها، ما يُفقد المدينة جمالها وسلاسة حركتها، ويُضعف جاذبيتها كوجهة راقية.

خلاصة

إن الرسائل التي تُطلقها الصحافة الدولية، حتى بشكل غير مباشر، يجب أن تُقرأ بجدية من قبل المسؤولين المحليين. فمراكش ليست فقط مدينة مغربية، بل هي رمز سياحي دولي، وأي تراجع في صورتها، يُكلّف المدينة والبلد ككل خسائر كبيرة.

جمالية تطوان او تطاون 

ما لم يتحرك المجلس الجماعي بخطة إنقاذ حقيقية، فإن تطوان وغيرها من المدن المغربية ستستمر في سحب البساط من تحت مدينة الحمراء، تاركة وراءها مجدًا سياحيًا يتحوّل تدريجيًا إلى حكاية من الماضي.