انخرطت عمالة إقليم قلعة السراغنة في اطلاق لقاءات التشاور لاعداد جبل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة في دوائرها الأربعة . أثنتء اللقاءات برزت إشكالية مركزية تتعلق بغياب الرقمنة في الاستماع للشباب والمجتمع المدني و الذين لم تسعفهم الظروف للحضور او الذين لم يكن في علمهم هذه المشاورات . فرغم أهمية اللقاءات الحضورية التي نظمت مع مختلف الفاعلين المحليين والمجتمع المدني، يبقى غياب منصات رقمية مفتوحة أمام الساكنة والمصالح للاممركزة و المجتمع المدني والشباب نقطة ضعف لا يمكن تجاهلها في سياق يتطلب السرعة ومشاركة أوسع.
الرهان اليوم لم يعد مرتبطاً فقط بتنظيم جلسات تشاورية تقليدية، بل بإرساء منظومة رقمية تسمح بتجميع المعطيات بشكل دقيق، وتوثيق مختلف المساهمات، وإتاحة المجال للمواطنين للإدلاء بآرائهم أينما كانوا، دون قيود المكان والزمان. فالممارسات الدولية الحديثة أثبتت أن الرقمنة أصبحت أداة أساسية في صناعة القرار الترابي، بما توفره من إمكانيات للتفاعل المباشر، وقياس التوجه الاجتماعي، وتحليل البيانات الضخمة لاتخاذ قرارات مبنية على معطيات واقعية. بل الاستراتجية الرقمية 2030 تصر على ضرورة ادخال الرقمنة في صناعة السياسات العمومية .
ورغم النقلة النوعية التي يعرفها الإقليم على مستوى التنظيم المؤسساتي للمشاورات، إلا أن غياب منصة إلكترونية رسمية تمكّن من تلقي الاقتراحات والملاحظات والمشاريع الشبابية ، يحدّ من قدرة السلطات الإقليمية على ضمان شمولية المشاركة، خصوصاً فئات الشباب الذين يعتمدون بشكل كبير على القنوات الرقمية للتفاعل والمبادرة.
إن تبني مقاربة رقمية مواكبة لسيرورة إعداد برامج التنمية الترابية المندمجة لن يعزز فقط شفافية العملية، بل سيمنح ثقة أكبر لساكنة قلعة السراغنة في مسار إعداد المشاورات ، وسيساعد في تسريع تجميع وتحليل المعطيات، والتوجيه نحو الأولويات الحقيقية للإقليم.
ويجمع عدد من المتتبعين الشباب وبعض هيات المجتمع المدني على أن الوقت قد حان لإطلاق منصة رقمية خاصة بإقليم قلعة السراغنة، تكون بوابة مفتوحة أمام جميع المواطنين والفاعلين المؤسساتيين والجمعويين، تُمكّن من تقديم المقترحات بشكل مباشر، وتتبع مآلها، والاطلاع على مخرجات اللقاءات التشاورية، مساهمةً في تجويد القرار العمومي وتحسين حكامة تدبير الشأن المحلي.
في ظل التحول الرقمي الوطني الذي تشهده المملكة، يبقى الرهان قائماً على تجاوز الفجوة الرقمية داخل الإقليم، حتى تكتمل حلقات المشاورات ويُبنى جيل جديد من البرامج التنموية على أسس تشاركية حقيقية، تعتمد الرقمنة كرافعة أساسية لتحقيق تنمية أكثر نجاعة وشمولاً.
