608
محند نجيب كومينة
المتني صور الاطفال والشباب والكهول وهم يسارعون الى الرحيل الى المجهول. صور تسائل فعلا سياساتنا العمومية ونتائجها، ولو اطلق المغرب العنان لكانت الاعداد اكبر من 6000 او 8000. في لحظة خفت فيها الحراسة، كانت النتيجة الاولية التي تعرف اسبانيا انها فعلا اولية.
ربما يصح استعمال كلمة “لحريك” بالنسبة للمواطنين الجزائريين ومواطني افريقيا جنوب الصحراء وغيرهم، لكنه لا يصح بالنسبة للمغاربة الذين انتقلوا من ارض مغربية الى ارض مغربية اخرى ترزح الى اليوم تحت استعمار عتيق، وهذه الارض يجب ان تصبح اغلبية ساكنتها من المغاربة، و سكان تطوان مثلا في اغلبيتهم من اصول سبتية هجروا بعد الاحتلال البرتغالي ثم الاسباني، والسبتيون الاصليون موجودون في كل مكان بالمغرب، و ابو العباس السبتي والقاضي عياض الذين يعتبرون من سبعة رجال بمراكش سبتيين اصلا.
سبتة كانت الميناء الذي ننفتح من خلاله على العالم تجاريا وسياسيا و ديبلوماسيا وثقافيا الى حدود القرن الخامس عشر وكان احتلالها ضربة لهيبة المغرب وقتئذ و بداية مرحلة من الانغلاق دفاعا عن النفس كانت لها اثار سيئة على المدى البعيد.
عودة سبتة ومليلية والجزر المتوسطية الى الوطن الام ستاتي في سياق نهضة المغرب. من المفارقات ان ليس المستعمر الاسباني من يتخوف من مساعي المغرب الى استرجاع اراضيه المستعمرة، بل وايضا النظام الجزائري الذي عمل على اقامة خط بحري مع مليلية لانقاذ اقتصادها المختنق، وهو مايشير الى نظام الكابرانات يحارب المغرب على كل الواجهات و يسعى الى الحاق الضرر به كلما وجد فرصة او شبه فرصة، ناهيك عن ارساله لبعض الباتيرات محملة بالحراكة الى الميريا ليقول حتى انا راني اهنا و الحال ان الحراكة الجزائريين الى اسبانيا يفضلون ابواب مليلية وسبتة و الباطيرات التي تنطلق من المغرب وتصل بسرعة الى الشواطئ الاسبانية. النظام الجزائري بات متعلقا بقزيبة اسبانيا على امل ان تشاركه التامر على المغرب، معولا على بوديموس وعلى الارشاء، لكنه سيكتشف انه متعلق بالخاوي في النهاية.