آخر الأخبار

الذكرى 15 لرحيل القائد الوطني عبد الله ابراهيم

تحل اليوم الذكرى الخامسة لرحيل القائد الوطني عبد الله ابراهيم، ( 11 شتنبر  2005 ).

يعتبر عبد الله ابراهيم الأمين العام لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، آخر رئيس حكومة عرفه المغرب المستقل بعد امبارك البكاي الهبيل وأحمد بلافريج، ليأتي بعدهم الوزراء الأولون.

عاش الأستاذ عبد الله ابراهيم، في قلب المقاومة لينال حظه من الاعتقال كباقي رواد المقاومة الوطنية الذين كانوا يرون أن نهاية الاحتلال ليست هدفا بل خطوة أولى على الطريق لبناء المستقبل.
تلقى تعليمه كسائر الوطني ين بكلية ابن يوسف التي حصل فيها على العالمية، وقربته من الأصول الدينية للمغرب والثقافة الإسلامية الأصيلة، وبعد عامين من انقشاع سحب الحرب العالمية الثانية وسنتين من توقيع عريضة المطالبة بالاستقلال عام 1944 التي كان هو أحد الموقعين عليها، سيتوجه إلى فرنسا لدراسة الفلسفة بجامعة السوربون، هناك سيقترب أكثر من فكر التنوير والثورة الفرنسية التي شكلت جزءا من تكوينه الفكري والسياسي والثقافي.
بعد رجوعه من باريس تولى عبد الله إبراهيم مسؤولية إدارة جريدة العلم التابعة لحزب الاستقلال والذي كان أحد قيادييه، وساهم في تأسيس الحركة النقابية في المغرب، ثم تولى في الحكومة الأولى التي ترأسها مبارك البكاي ما بين يوليوز 1955 وأكتوبر 1956 حقيبة وزارة الأنباء والسياحة، والتي كانت في ذلك الوقت من الوزارات الاستراتيجية في مغرب خارج لتوه من تحت المظلة الفرنسية، ويتطلع لبناء حاضره وضمان مستقبله وتشكيل صورته أمام العالم وفي القارة الإفريقية، وفي الحكومة الائتلافية التالية التي استمرت بين أكتوبر 1956 وماي 1958 تولى حقيبة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
عام 1959 وإثر الانفصال بين حزب الاستقلال وأصدقاء عبد الله إبراهيم الذين انصرفوا إلى تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، سيكلف الملك الراحل محمد الخامس عبد الله إبراهيم بتشكيل ما سوف يعرف بأول حكومة سياسية في المغرب، يقودها وزير أول من المعارضة اليسارية ، ويتولى يساريون من الاتحاد غالبية حقائبها الوزارية.

كانت تلك أول حكومة أرادت أن تضع المغرب على السكة بعد ثلاثة أعوام على خروج الإقامة العامة الفرنسية.
طالب عبد الله ابراهيم بتحرير الاقتصاد من قبضة الفرنسيين الذين بقوا بعد الاستقلال ليتأقلموا مع الوضع الجديد عبر الحفاظ على مواقعهم السابقة، ورفض استمرار وجود الفرنسيين في الشرطة المغربية الحديثة التكوين، وأصدر قرارا بترحيلهم، ونادى بالاستجابة لمطالب انتفاضة الريف، لكن الطريق لم تكن ممهدة أمام الرجل، فقد وضعت أمامه العراقيل التي كانت تريد اختبار قوته وقوة فريقه، ووجد نفسه في النهاية يطبق برنامجا لم يضعه حزبه. وبعد ذلك بقليل تم إعفاء حكومة عبد الله إبراهيم من مهامها  لأسباب سياسية .
لم تعش تلك الحكومة أكثر من 20 شهرا، ولم يستمر عبد الله إبراهيم طويلا في الممارسة السياسية التنفيذية وإن بقي في عمق العمل السياسي، فقد كان مثل بطل من الأساطير القديمة، يقضي مهمته في الوقت المناسب وينتهي دوره بأدائها، فخرج مبكرا في بداية الستينات، عندما بدأ يرى أن الرياح تتجه وجهة غير التي كان يأملها في فترة سريان نشوة الاستقلال والبناء الوطني.