1196
لم يمض على تدشينها ازيد من اربعة أشهر ( 28 يوليوز 2025 ) حتى اضحت المكتبة الإعلامية الكدية الكائنة بقلب حي كيليز، فضاء ثقافيا متميزا يستقطب العديد من شرائج المجتمع بمختلف احياء المدينة خصوصا القريبة من الحي الذي يقع على مرمى حجر من جبل جيليز الذي يحظى برمزية خاصة بمدينة سبعة رجال على مر التاريخ .
بين حي شعبي ” دوار الكدية ” و حي عصري ” مبروكة ” داخل فضاء يشكل امتدادات لجبل جيليز الذي يعود الى العصر الجيولوجي القديم ( الكمبري ما بين 485 و 540 مليون سنة ) اسم ” جيليز ” من اللسان الامازيغي، و تخيل على الصخور السوداء اللون التي استخدمت في بناء العديد من المعالم التاريخية لمدينة مراكش، أهمها قصر الحجر، القبة المرابطية، السور التاريخي للمدينة العتيقة، قصر البديع، محيط قصر الباهية، مدرسة ابن يوسف، صومعة الكتبية ، كما كان الجبل شاهدت على العديد من الأحداث التاريخية الكبرى بمراكش، حيث وهذه المهدي بن تومرت الموحدي مركز مراقبة الإطاحة بالدولة المرابطية، كما سار على نهج خليفه عبد المومربن علي الگومي الى حين إسقاط اخر خلفاء الدولة المرابطية اسحاق بن علي بن تاشفين .
كما ارتبط جبل جيليز بالولي الصالح ابو العباس السبتي الذي اعتكف به متعبدا لأزيد من اربعين سنة، و في فترة الحماية تم اختطاط الحي الاوربي سنة 1913 لفائدة المقيمين الفرنسيين على مشارف جبل جيليز و تمت الاستعانة بأحجاره في بناء مرافق الحي الذي سمي بالحي الاوربي او حي جيليز امتداد لهذا الحبل بإرثهه الحيولوجي، الجغرافي و التاريخي .
بالعودة إلى هذا الفضاء الثقافي الجديد التي تم تشييده في إطار برنامج “مراكش المدينة المتجددة”، بشراكة بين وزارة الشباب والثقافة والاتصال، وزارة التهيئة الترابية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومجموعة العمران، وولاية جهة مراكش آسفي، لتحقيق أهداف تنموية و ثقافية ومجالية منها تعزيز الخدمات الاجتماعية و الثقافية ، دعم التنشيط الثقافي للقرب، تسهيل الولوج إلى القراءة العمومية و تشجيع الاطفال و الشباب على المطالعة، و ترسيخ ثقافة الكتاب، و خلق فضاء الاشعاع الثقافي، لا شك انه سيعزز البنية التحتية الثقافية لمراكش، حيث شرع في تشجيع القراءة وترسيخ ثقافة الكتاب بشكل مستدام، خاصة بين الأطفال والشباب، الأمر الذي وقفت عليه ” مراكش اليوم ” مساء السبت 15 نونبر الجاري ، حيث احتضنت الخزانة في إطار الاحتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، و اليوم العالمي الاعلام ندوة علمية متميزة أطرها كل من الدكتور عبد الصمد الگباص و الأستاذ عبد الله إمهاه، اختتمت بتكريم الصحفي المقتدر اسماعيل حريملة بحضور ثلة من الصحفيين و المهتمين بالشأن المحلي و الثقافي، فضلا عن رواد الخزانة الذين أضفوا على اللقاء دفء خاصا .
المسؤول الاول عن الخزانة لم يكن سوى حين البوهي الذي خبر ميدان الصحافة و الاعلام باقتدار، و الإطار السابق بالمدرسة الجهوية لوزارة الثقافة، الذي يعمل جاهدا على جعل مكانًا حيًا وشاملًا ومفتوحًا للجميع، ويتحاور مع بيئته من خلال اللغات المعاصرة: الصوت والصورة والكبسولات الرقمية والبودكاست وغير ذلك الكثير من المعدات المصممة لجميع الجماهير .
الفضاء الذي اضحى قبلة للطلبة و التلاميذ و البراعيم الصغيرة، في مدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر يمتد على مستويين و يتوفر مجموعة متنوعة من المساحات المصممة لتلبية احتياجات الجماهير المختلفة. من المدخل، توجد منطقة شبابية ملونة ومرحبة تدعو الأطفال لاكتشاف متعة القراءة منذ سن مبكرة جدًا.
أما البالغين، فتوفر لهم الخزانة قاعتان للقراءة، واحدة تقع في الطابق الأرضي والأخرى في الطابق العلوي، وكلاهما مصمم ليكون ملاذًا للهدوء والتركيز.
في حين تسمح قاعة المؤتمرات المجهزة بالمعدات التكنولوجية الحديثة بتنظيم المناقشات والعروض والاجتماعات مع المؤلفين.
هذا وتضم مكتبة الوسائط أيضًا غرفة مخصصة لورش العمل، مناسبة للأنشطة الجماعية والتدريب، بالإضافة إلى خدمة أرشيف مخصصة لحفظ الوثائق المتخصصة والاطلاع عليها.
للمكتبة الوسائطية الكدية رصيد وثائقي غني يبلغ 11784 كتابا، في مختلف المجالات المعرفية، باللعان : العربية، الامازيغية، الفرنسية و الانجليزية، وتهم المعارف العامة، الفلسفة و علم النفس، العلوم الدينية، العلوم الاجتماعية، اللغات، العلوم البحتة، العلوم التطبيقيه، الفنون و الاداب، و الجغرافيا و التاريخ و التراجم مصنفة وفق المعايير العلمية و العملية المعتمدة لنظام ديوي العشري . ويبقى الانسجام بين رواد الفضاء و المشتغلين فيه تحت اشراف الاستاذ حين البوهي العلامة البارزة في الخزانة مما ينبأ بتحولها الى معلمة ثقافية سبتحاوز صيتها مدينة مراكش بل المغرب خصوصا في ظل شراكات مع جمعيات أوروبية ظلت تسعى لربط ترتيبات ثقافية مع الدول الافريقية فضلا عن المؤسسات العربية التي تعنى بالكتاب والثقافة و ما ذلك لعزيز على حسن البوهي المثقف المراكشي الاصيل .