آخر الأخبار

الحد من الظواهر السلبية بالمؤسسات التعليمية بشيشاوة

شيشاوة… مشروع نموذجي للحد من الظواهر السلبية داخل المؤسسات التعليمية بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

في خطوة رائدة نحو تعزيز البيئة التعليمية وحماية مستقبل الأجيال الصاعدة، يواصل مشروع “تنظيم أنشطة استباقية للحد من الظواهر السلبية التي تؤثر على المسار الدراسي للتلاميذ بإقليم شيشاوة”، الممتد على مدى سنة كاملة والذي تشرف على تنزيله جمعية تلدات بشراكة استراتيجية مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم شيشاوة وبمع كل من المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ومندوبية الصحة والحماية الاجتماعية ، تحقيق نتائج ملموسة وإيجابية. وقد كشف التقرير المرحلي للمشروع عن حصيلة مشرفة تعكس التزام جميع الأطراف بتحقيق أهدافه النبيلة لفائدة مختلف الثانويات الإعدادية والتأهيلية بإقليم شيشاوة، والتي ساهمت في تعزيز الصحة النفسية للتلاميذ، تقوية مهاراتهم الحياتية، محاربة العنف والانقطاع المدرسي، والوقاية من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر مثل الإدمان والتهميش الذاتي.
وقد استفاد من المشروع التربوي الرائد، خلال نصفه الأول، أزيد من 3500 تلميذ وتلميذة، من خلال تنظيم لقاءات تشخيصية، دورات تكوينية، عروض سينمائية تفاعلية، دوري رياضي للفتيات، مسابقة في القصة القصيرة، وندوة اقليمية حول العنف المدرسي. وتم تنفيذ هذه الأنشطة في 35 مؤسسة تعليمية موزعة على مختلف الدوائر الترابية بالإقليم، في إطار احترام تام مبدأ العدالة المجالية، وانطلاقا من قناعة راسخة بأن التعلم لا يمكن أن يتم في بيئة يسودها التوتر، العنف، أو فقدان الثقة بالنفس. ومن ثمة، فقد صُممت أنشطته لتكون مزيجًا بين التكوين، التحسيس، التعبير، الحوار، والتفاعل الجماعي.
ويُعد هذا المشروع نموذجًا عمليًا لنجاعة تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تقوية الرأسمال البشري وتنمية قدرات الشباب، حيث مكّن التمويل المرصود من دعم أنشطة وقائية هادفة، جمعت بين البعد النفسي، الثقافي، الرياضي والتربوي.
وأكد المنظمون أن هذا المشروع يسعى إلى ترسيخ مقاربة وقائية مستدامة داخل المؤسسات التعليمية، عبر إشراك الفاعلين التربويين، ومواكبة التلاميذ، وتوفير بيئة مدرسية سليمة وآمنة، مع دعوة إلى تعميم التجربة على أقاليم أخرى.
وبذلك يمثل المشروع نموذجًا لنجاعة تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي لم تقتصر على دعم البنيات التحتية أو الخدمات الأساسية، بل أصبحت تستثمر اليوم في الرأسمال البشري الناشئ، وتواكب المؤسسات التعليمية في بناء جيل متوازن نفسيًا وسلوكيًا.