آخر الأخبار

الحافلات العصرية تعيد للنقل الحضري بريقه

مراكش الكبرى على موعد مع دفعة جديدة من الحافلات العصرية : رؤية استراتيجية تُعيد للنقل الحضري بريقه

تستعد مراكش الكبرى خلال الأيام القليلة المقبلة لاستقبال الدفعة الأولى من الحافلات الجديدة للنقل الحضري، بعد أن وصلت إلى ميناء الدار البيضاء يوم الإثنين الماضي، في إطار البرنامج الوطني الشامل الذي أطلقته وزارة الداخلية لتجديد أسطول النقل العمومي بعدد من المدن المغربية، في خطوة تعبّر عن نقلة نوعية في تدبير هذا المرفق الحيوي.

رؤية استراتيجية واستشرافية لوزارة الداخلية

وعكس ما حاول الترويج له البعض و نسبه الى جهات معينة، فقد شكل هذا المشروع الوطني ثمرة رؤية استراتيجية واستشرافية للسيد عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، الذي أبان، مرة أخرى، عن حس وطني رفيع وإدراك عميق لمتطلبات التنمية الحضرية المستدامة، حيث تبنّت الوزارة مقاربة شمولية تقوم على اقتناء حافلات من الجيل الجديد، صديقة للبيئة، تسهم في تحسين جودة الخدمات، وتواكب التوجه العالمي نحو النقل النظيف والذكي.

ولم تكتف وزارة الداخلية بالتوجيه والتأطير، بل قدّمت دعماً مالياً سخياً قُدّر بملايين الدراهم، مكّن الجماعات الترابية من الشروع في تجديد أسطولها، والرفع من مستوى النقل الحضري كخدمة أساسية تمس حياة المواطنين اليومية، وذلك في انسجام تام مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تطوير المرافق العمومية والارتقاء بجودة الحياة داخل المدن المغربية.

تعثر محلي استمر لسنوات

وفي مقابل هذه الجهود الوطنية، ظلت مدينة مراكش، للأسف، تعاني من تعثّر مزمن في تدبير قطاع النقل الحضري، إذ لم تتمكن المنظومة المحلية، رغم اختصاصها في هذا المجال، من إتمام صفقة واحدة ناجحة للتدبير المفوض منذ أكثر من أربع سنوات.
فإما أن تُلغى الصفقات في مراحلها الأخيرة، أو تُبرم ثم تواجه اعتراضات من الشركات الفائزة بسبب بنود تنظيمية وإدارية غير واضحة، مما جعل العاصمة السياحية للمملكة تعيش دوامة من الارتباك الإداري عطلت هذا المرفق الحيوي وأضرت بصورة المدينة.
ولولا تدخل وزارة الداخلية في الوقت المناسب، لظل المواطن المراكشي ينتظر إلى أجل غير معلوم حلولاً تُعيد للنقل الحضري مكانته ضمن الخدمات الأساسية.

كفاءة وطنية من طراز رفيع

لقد أثبت السيد عبد الوافي لفتيت، مرة أخرى، أنه من رجالات الدولة المتمكنين الذين يجسدون روح الكفاءة والانضباط، إذ يجمع بين تكوين أكاديمي رفيع في مدرسة البوليتكنيك بباريس ومدرسة الطرق والقناطر (École des Ponts et Chaussées)، وبين تجربة ميدانية غنية صقلتها سنوات من المسؤولية في مواقع مختلفة داخل الإدارة الترابية المغربية.

إنه نموذج لـ المسؤول الوطني الجاد والمخلص الذي يعمل في صمت، ويُترجم التوجيهات الملكية إلى سياسات عملية ناجعة، تؤمن بأن خدمة الوطن لا تحتاج إلى شعارات، بل إلى كفاءات وعمل مؤسساتي منظم يضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار.

جهة مراكش – آسفي في حاجة إلى كفاءات من هذا العيار

وفي ظل الورش الملكي الكبير للجهوية المتقدمة ومشروع الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، تبرز الحاجة الملحّة إلى نخب جهوية مؤهلة قادرة على قيادة التنمية بكفاءة ومسؤولية.
فجهة مراكش – آسفي، رغم مؤهلاتها الاقتصادية والسياحية الهائلة، لا تزال تعاني من ضعف في التسيير المحلي وغياب بروفايلات علمية وإدارية قوية و لا تزال في حاجة إلى عقليات تدبيرية جديدة تحمل روح المسؤولية والمعرفة، وتقتدي بنماذج وطنية ناجحة كالسيد الوزير، بدل أن تبقى رهينة لتسيير تقليدي يفتقر إلى الرؤية والخبرة العلمية.

خاتمة

إن وصول الدفعة الأولى من الحافلات الجديدة إلى مراكش يشكل خطوة مهمة في طريق الإصلاح، ورسالة واضحة مفادها أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يمضي بثبات نحو تحديث مرافقه العمومية، بفضل كفاءات وطنية مؤهلة ومخلصة.
وستبقى هذه المبادرة علامة مضيئة في مسار إصلاح النقل الحضري، ونقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة عنوانها الحكامة الجيدة، والنجاعة، والاستدامة.

إنها لحظة اعتزاز وامتنان لرجل الدولة الكفء، السيد عبد الوافي لفتيت، الذي يجسد في عمله اليومي قيم الوطنية الحقة والتفاني في خدمة المواطن والوطن.

خلاصة القول لا قياس مع وجود الفارق  …. شتان بين النجاح في مدرسة البوليتكتيك و مدرسة الطرق و القناطر  بباريس و الفشل في مدرسة المعلمين بالصويرة … ولله في خلقه شؤون .