آخر الأخبار

الجيل الذي لا يُرى: صرخة جيل H في مغرب العدالة المعلقة

في زوايا المدن، في الفصول المنسية، وفي طوابير الانتظار أمام المراكز الصحية، هناك جيل يعيش بيننا لكنه غير مرئي. جيل H — جيل الإعاقة والتهميش — مواطنون محجوبون عن الضوء، لا لأنهم غير قادرين، بل لأن المجتمع لا يريد أن يراهم.

هم أبناء هذا الوطن، لكنهم يعيشون خارجه رمزيًا. لا تعليم جيد، لا رعاية صحية لائقة، لا سكن كريم، ولا عدالة اجتماعية تحميهم من القهر اليومي. حقوقهم ليست منة، بل جوهر المواطنة التي تُفرغ من معناها حين تُجزأ.

جيل H لا يطلب شفقة، ولا يسعى إلى عطف موسمي تنظمه الجمعيات في المناسبات. كل ما يريده هو العدالة: أن يعيش بكرامة، أن يجد طريقًا ممهّدًا إلى المدرسة والمستشفى وسوق العمل دون حواجز مادية أو ذهنية. فتمكين ذوي الإعاقة ليس عبئًا على الدولة، بل استثمار في طاقات قادرة على العطاء والإبداع والإنتاج.

التمكين لا يبدأ بالبرامج، بل بالاعتراف. والاعتراف لا يكتمل إلا حين نصغي إليهم بدل أن نتحدث باسمهم. فالمجتمع الذي يصم أذنيه عن فئة من مواطنيه، هو مجتمع يخصي نفسه من إنسانيته.

وفي زمن الحركات الرقمية وصوت جيل Z212 الذي يملأ الشوارع والمنصات بشعارات الصحة والتعليم والكرامة، هناك نداء واجب: لا تنسوا جيل H. تذكروا أولئك الذين لا يستطيعون الصراخ، لكنهم يصرخون بصمتهم كل يوم.

إن كانت العدالة مطلبًا جماعيًا، فلتكن شاملة. لأن مغربًا لا يحتضن جميع أبنائه، هو مغرب ناقص المواطنة.