مر الجمع العام العادي للكوكب المراكشي ليوم السبت 6 شتنبر 2025 في جو احتفالي بهيج و هو مايشكل سابقة إيجابية في تاريخ النادي….افتتاح لمتجر، منخرطون جدد، هدوء و احتفال بالصعود، مقابلة حبية وسط حضور جماهيري كبير و تفاؤل بموسم تألق.
و لكن ماذا بين السطور، تكريم للسيدة العمدة فاطمة الزهراء المنصوري و منحها لقب رئيسة شرفية دونما توضيح لهذا اللقب في الزمان و في المكان، حضور السيد بلقشور العضو البارز في حزب البام، حضور الحاج المديوري دونما استقبال يليق بحجم الرجل و عطاءه….
نضع كل هاته الإشارات الآن و نتوجه رأسا إلى التقرير المالي و نوجّه ملاحظات موضوعية أذابتها نشوة الصعود و القهقهات و المشروبات على أهميتها:
– تقرير مالي متعلق بالجمعية مبهم و ناقص في تفاصيله و غير مدقق من خبير،
– تقرير مالي للشركة الرياضية لم يدرج مع العلم أن معطيات الفريق في شقه الإحترافي المتعلق خصوصا بالفريق الأول مرتبطة بالشركة و بالتالي لا نعرف شيئا عن مداخيل و مصاريف الفريق الأول و من ساهم و بكم ساهم،
– و الأدهى من ذلك أن الشركة الرياضية للكوكب مملوكة كليا تقريبا للجمعية الرياضية و بالتالي من باب الشفافية المالية و الصراحة تجاه الجمهور أن يطالب المنخرطون بالمعطيات المالية. فالشركة مملوكة للجمعية و المال العام جزء مهم جدا من مالية الفريق و بالتالي مسؤولية المنخرطين أن يناقشو تسيير الجمعية و الشركة في آن واحد قبل المصادقة التي لم نر لها أثرا خلال أطوار الجمع العام.
– و بما أن السيد الرئيس و السيد بلقشور تحدثوا بإسهاب عن المسؤولية الشخصية و المدنية و القانونية لرئيس الفريق في التدبير المالي ألم يكن حريا بهم مناقشة أهم نقطة ألا و هي ميزانية الفريق في الموسم المقبل أو المواسم المقبلة أم أن الرئيس متيقن من أن المجالس المنتخبة و باقي المانحين المرتبطين بالدولة و المال العام وقعوا له شيكا على بياض لتحمل مصاريف العقود الموقعة مع ترسانة من لاعبين لا نعرف شيئا عما سيتحمله جيوب المراكشيين دافعي الضرائب من أجل أداء مستحقاتهم. و هذا إغفال استراتيجي لا يمت للحكامة المالية بصلة لا من ناحية النادي و هيئاته و لا من ناحية المجالس المنتخبة و استعدادها القبلي لتحمل كوارث تسييرية و لا من ناحية الجامعة الوصية و التي من واجبها أن تتحقق أن مقابل العقود هناك إلتزام بالأداء لا لبس فيه.
– أما بخصوص الذمة المالية للمسيرين فهذا حديث ذو شجون و الفقيه لي ترجينا براكتو دخل الجامع ببلغتو و سنعود ربما بمعطيات مفاجئة بهذا الصدد….
يذكرني سيناريو الأحداث و الجمع العام بومضات من نهاية موسم 2014/15 الذي تميز بمرتبة ثالثة وطنيا و مديونية صفرية كلها أضفت طابعا من النشوة التي سرعان ماتلاشت و عاد الفريق للتخبط في مشاكل مالية و سوء تسيير و تدبير و تدخلات جيوسياسية أدت به إلى السقوط للهواة كرة و تدبيرا.
هو إذن جمع عام ناقص و معتل لم تطرح فيه كل التساؤلات و لم توضح فيه كامل المعطيات، كان بنكهة سياسية وسط جو من الفرحة و التفاؤل. كان جمعا عاما أشبه بدخول مدرسي فيه مزيج من التفاؤل و الترقب لموسم رياضي شاق. و يبقى المستقبل كفيلا بالإجابة عن تساؤلاتنا المشروعة و الرد عن تخوفاتنا الموضوعية و التي بقيت مكتومة في صدور العديدين ممن حضروا خوفا من اتهامهم كلاسيكيا بالتشويش.
الجمع العام لفريق الكوكب المراكشي : واقع و آفاق
