أعلن المكتب التنفيذي للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، في بلاغ موجَّه إلى الرأي العام الوطني، عن انخراطه الكامل في النداء الإنساني الصادر عن شباب حركة جيل زد 212، الداعي إلى إحداث لجنة وطنية مستقلة لدعم عائلات ضحايا ما وصفوه بـ”العنف غير المشروع” الذي مارسته بعض أجهزة إنفاذ القانون أثناء تدخلاتها في عدد من الاحتجاجات ذات الطابع الاجتماعي.
وأكدت الجمعية، في بلاغها، أن مبادرتها تأتي انسجاماً مع مبادئها الثابتة في الدفاع عن حرية التعبير والاحتجاج السلمي، وانتصاراً لقيم التضامن والعدالة، مشيرة إلى أن إنشاء لجنة مستقلة لتتبع أوضاع عائلات المعتقلين والضحايا يُعد خطوة نضالية وإنسانية هامة.
وشجبت الجمعية ما وصفته بـ”الهجمة القمعية الشرسة” التي استهدفت محتجين سلميين عبر مختلف المدن المغربية، محمّلة السلطات الوصية المسؤولية الكاملة عن “الاعتداءات والانتهاكات والاعتقالات غير المبرّرة”، ومجددة دعوتها إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الموقوفين، وفتح تحقيق عاجل وشفاف ومستقل حول ما شهدته تلك التدخلات من تجاوزات أدت، حسب البلاغ، إلى وقوع “آلاف الاعتقالات ومئات الضحايا، بينهم ثلاثة شبان لقوا حتفهم”.
واعتبرت الجمعية أن ما حدث “مؤشّر خطير على تراجع الحريات العامة وعودة أساليب القمع والمنع بدل الحوار والإنصات للمطالب الاجتماعية المشروعة”، مبرزة أن ذلك يشكل “خرقاً صريحاً للدستور المغربي والالتزامات الدولية للمغرب في مجال حقوق الإنسان”.
وفي ختام البلاغ، جددت الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب تأكيدها على ما يلي:
تحميل السلطات المسؤولية الكاملة عن جميع الاعتداءات والانتهاكات المسجلة؛
المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن كافة الموقوفين؛
الدعوة إلى فتح تحقيق نزيه ومستقل ومحاسبة المتورطين في استعمال العنف المفرط؛
التحذير من مغبة استمرار المقاربة الأمنية في التعاطي مع الاحتجاجات الاجتماعية؛
التأكيد على استمرار الجمعية في رصد وتوثيق الخروقات وتفعيل كل الآليات القانونية والحقوقية الممكنة وطنياً ودولياً؛
الدعوة إلى توحيد الجهود الحقوقية والنقابية والمدنية في إطار جبهة موحدة للدفاع عن الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.
وختم المكتب التنفيذي بلاغه بمناشدة كافة القوى الحية والمناضلة إلى الانخراط في مبادرة شباب جيل زد، تعبيراً عن روح التضامن الوطني والمسؤولية الجماعية في مواجهة الانتهاكات وصون الكرامة الإنسانية.
