وفد مركز الدراسات والبحوث الأكاديمية بالمحمدية يوسّع التعاون المغربي–البيلاروسي ويعزز الدبلوماسية الموازية في خدمة القضية الوطنية
في إطار انفتاح الجامعة المغربية على محيطها الدولي، قام وفد من مركز الدراسات والبحوث الأكاديمية بزيارة رسمية إلى عدد من مؤسسات التعليم العالي في جمهورية بيلاروسيا، شملت جامعة بافل سوخوي التقنية بغومل، وجامعة يانكا كوبالا بغرودنا، وجامعة مينسك الحكومية.
وهدفت الزيارة إلى دعم التعاون العلمي، وتطوير الشراكات الأكاديمية، وإبراز مكانة المغرب كفاعل أكاديمي ودبلوماسي داخل أوروبا الشرقية، فضلًا عن تقديم رؤية شاملة للقضية الوطنية والتعريف بمبادرة الحكم الذاتي التي يحظى بها المغرب بدعم دولي متزايد.
استقبلت إدارات الجامعات البيلاروسية الوفد المغربي في اجتماعات رسمية تم خلالها تقديم عروض تعريفية حول بنية المؤسسات الجامعية البيلاروسية ومجالاتها البحثية، إضافة إلى استعراض التجربة المغربية في التعليم العالي، ومشاريع مركز الدراسات والبحوث الأكاديمية في مجالات البحث، والتكوين، والتعاون الدولي.
كما قام الوفد بزيارات ميدانية للمختبرات العلمية، ومراكز الابتكار، وكليات الهندسة واللغات والقانون والطب، مع عقد جلسات عمل تناولت سبل تطوير برامج التبادل الطلابي، وتأسيس ماستر مشترك، وإطلاق مشاريع بحثية ثنائية ومتعددة الأطراف.
تميّزت الزيارة بإدماج محور الدبلوماسية الأكاديمية الموجّهة للتعريف بالقضية الوطنية. وقدّم الوفد عروضًا علمية حول الأسس القانونية والتاريخية للنزاع الإقليمي، وشرح مبادرة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها الحل الوحيد الواقعي وذي المصداقية، مع إبراز الطفرة التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة.
ولاقت هذه العروض اهتمامًا واسعًا لدى الأساتذة والطلبة، الذين عبّروا عن رغبتهم في الاستفادة من ندوات ودورات تكوينية إضافية حول الأمن الإقليمي والتنمية في شمال إفريقيا.
صرح الدكتور محمد ملمان – رئيس المركز المغربي للدراسات والبحوث الأكاديمية تأتي هذه الزيارة في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى تقوية حضور المغرب داخل الفضاءات الأكاديمية الدولية، وإبراز الأسس العلمية والقانونية التي يقوم عليها الموقف المغربي من قضية الصحراء المغربية. لقد لمسنا انفتاحًا كبيرًا من الجامعات البيلاروسية، ورغبة صادقة في بناء شراكات تتجاوز الإطار الأكاديمي لتصل إلى تبادل الخبرات في مجالات القانون والاقتصاد والتنمية والتكنولوجيات الحديثة. إن قرار مجلس الأمن 2797 أعطى دفعة قوية للدبلوماسية المغربية، ونحن بدورنا نعمل على نقل هذه المكاسب إلى الساحة الأكاديمية، وتوضيح الخلفيات القانونية لمبادرة الحكم الذاتي التي تُعدّ اليوم الحل الوحيد وذا المصداقية.”
من جهته “أكد الدكتور كريم القرقوري نائب رئيس مركزالدراسات والبحوث الأكاديمية” أن هذه الزيارة تكتسي أهمية خاصة، لأنها تعكس الدور المتصاعد للدبلوماسية الموازية في الدفاع عن قضية المغرب العادلة، قضية الصحراء المغربية. فالدبلوماسية الموازية تضطلع بدور تكميلي للدبلوماسية الرسمية، عبر إشراك الأحزاب، والبرلمانيين، والجمعيات، ومغاربة العالم، وهي جهات تمتلك القدرة على التأثير في الرأي العام والنخب الدولية. وقد أبرزنا خلال الزيارة مسار الحكم الذاتي باعتباره المقترح الوحيد لطيّ النزاع المفتعل، وهو ما تعزز بقرار مجلس الأمن 2797. إن تعبئة كل الفاعلين أصبحت ضرورة ملحّة للاستمرار في تعزيز الموقف المغربي على المستوى الدولي، وتكريس رؤية تنموية مشتركة تعود بالنفع على المنطقة المغاربية وشعوبها”
أما الدكتور حسن مروان – عضو المركز فصرح أن الزيارة ” فتحت آفاقًا واسعة للتبادل الثقافي والعلمي، وأكدت أن العلاقات الأكاديمية المتينة تشكل بوابة أساسية لتوضيح القضايا الوطنية. التعاون في مجالات الدراسات الدولية والتكنولوجيا سيمنح المغرب فضاءً جديدًا لتوسيع ترافعه عن القضية الوطنية داخل الجامعات الأوروبية. كما أن الإجماع الدولي المتنامي حول المقترح المغربي للحكم الذاتي يتيح فرصة للتعريف بالمؤهلات الاقتصادية والطبيعية والتنموية للأقاليم الجنوبية، باعتبارها فضاءً واعدًا للاستثمار وبوابة استراتيجية للتنمية الإفريقية.”
الأستاذ ميلود العنبري – عضو المركز وعضو غرفة التجارة والصناعة والخدمات
أن التعاون الأكاديمي يخلق فرصًا اقتصادية وتجارية مهمة. وقد لاحظنا اهتمامًا من الجامعات البيلاروسية بإطلاق برامج مشتركة مع الفاعلين الاقتصاديين، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام شراكات تجارية مستقبلية تُعزّز الحضور الدولي للمغرب وتخدم قضاياه الاستراتيجية.”
في الختام صرح الأستاذ إبراهيم النوحي – منسق المركز أن الزيارة ” لم تكن مجرد لقاءات أكاديمية، بل كانت منصة لتعزيز التفاهم المتبادل بين المغرب وبيلاروسيا. وقد ركزنا على تقديم الأدلة القانونية والتاريخية التي تؤكد سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وعلى شرح الآثار الإيجابية للنموذج التنموي الجديد. نؤمن بأن الدبلوماسية الأكاديمية أصبحت ضرورة لتعزيز الترافع الوطني داخل المحافل الدولية. لقد حظي عرض التجربة التنموية بالأقاليم الجنوبية بترحيب كبير من الجانب البيلاروسي، ونعمل مستقبلًا على تنظيم ملتقيات مشتركة لتعزيز هذا الحوار الأكاديمي البنّاء.”
أسفرت الزيارة عن الاتفاق على إعداد مذكرات تفاهم مع الجامعات المضيفة تشمل:
تبادل الزيارات بين الطلبة والأساتذة،
تنظيم ندوات مشتركة حول العلاقات الدولية والتنمية،
إطلاق مشاريع بحثية في مجالات القانون، والعلاقات الدولية، والهندسة، والاقتصاد، واللغات، والطب….
إحداث أيام ثقافية مغربية–بيلاروسية،
دراسة إمكانية إنشاء ماستر مشترك في “الدبلوماسية الأكاديمية والتواصل الدولي”.
كما تعتزم الجامعات البيلاروسية إرسال وفد رفيع إلى مركز الدراسات والبحوث الأكاديمية مطلع السنة المقبلة لتفعيل مضامين التعاون، ما يجعل هذه المبادرة خطوة متقدمة لتعزيز حضور المغرب داخل الفضاء الأكاديمي في أوروبا الشرقية، ودعم الترافع عن القضية الوطنية ومقترح الحكم الذاتي، والتعريف بالإمكانات الاقتصادية والفرص الاستثمارية الواعدة في أقاليم المملكة الجنوبية.
