الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين بأكادير تقص شريط أنشطتها للموسم الرياضي 2025-2026 بتنظيم ندوة حول موضوع:
“التظاهرات الرياضية الكبرى.. فرص التنمية وأثرها الإيجابي على المجتمع والاقتصاد.. كأس أمم إفريقيا 2025 ومونديال 2030 نموذجا “
الأولوية لتغيير العقليات وأنماط السلوك وأوجه الاستفادة الاقتصادية تستوجب تنمية شاملة ومستدامة
جريا على عادتها السنوية وتنفيذا لبرنامجها المسطر، وتخليدا لذكرى ربع قرن، على تأسيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، وبمناسبة افتتاح موسمها الرياضي الجديد 2025/2026، نظمت الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين بمدينة أكادير، بشراكة مع النادي الجهوي للصحافة بأكادير، وجماعة أكادير، يوم السبت 11 أكتوبر 2025، بقاعة الاجتماعات لغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة سوس ماسة، محاضرة افتتاحية تحت عنوان: “التظاهرات الرياضية الكبرى: فرص التنمية وأثرها الإيجابي على المجتمع والاقتصاد .. كأس أمم إفريقيا 2025 ومونديال 2030 نموذجا”. وتناول الدكتور عبد الرحيم غريب، الأستاذ الباحث في الحكامة الرياضية بجامعة “الحسن الثاني”، بالدرس والتحليل هذا الموضوع، بعرض قيم، وسط حضور وازن، لفعاليات رياضية وجامعية وإعلامية محلية ووطنية.
وشدد الدكتور عبد الرحيم غريب، في مستهل محاضرته، على أن التقييم القبلي للأثر الاقتصادي للتظاهرات الرياضية الكبرى يتم وفق مقاربتين:
– مقاربة تبسيطية تركز على عدد السياح الممكن استقطابهم وعلى الإنفاق المتوسط للسائح الواحد
– مقاربة أكثر عمقا تركز على “مضاعف الاستثمار” في إطار دراسة استشرافية لوقع التظاهرات الكبرى على الناتج الداخلي الخام…
وركز الأستاذ المحاضر، وبإسهاب، على الدور الكبير الذي تلعبه التظاهرات الرياضية الكبرى في الدفع بالاقتصاد الوطني للبلد المحتضن للتظاهرات، مقدما أمثلة عديدة لدول كان اقتصادها متواضعا قبل أن تحقق إقلاعا ملحوظا، انعكس على الحياة المعيشية لساكنتها، ومنها دولة إسبانيا وتطورها الاقتصادي بعد مونديال 1982، وجنوب افريقيا بعد مونديال 2010، وروسيا بعد مونديال 2018.
وأوضح الدكتور المحاضر، أن التطور يهم بالأساس مستوى البنى التحتية التي تتطور وتتجدد، مما يقوي مكانتها، ويرفع قيمتها، وهذا هو طموح المغرب من احتضانه لنهائيات كاس العالم 2030، يضيف الدكتور غريب، لكن كل ذلك مشروط بانخراط تام لفعاليات المجتمع المدني، كل من موقعه لإنجاح العرس الرياضي العالمي، والتسويق لوجهات المغرب المتنوعة والمتعددة.
وتوقف الدكتور عبد الرحيم غريب في عرضه القيم، عند أهمية البحث العلمي من خلال إنجاز الدراسات الميدانية للوقوف عند الإيجابيات لتثمينها، وعند النواقص لتجويدها، مبرزا أن المغرب، الذي هو اليوم عبارة عن ورش كبير من الإصلاحات المهمة والواسعة والمتسارعة، مع قرب احتضانه لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، واستعداداته المكثفة في أفق استضافة كأس العالم 2030، سيشهد ثورة استثمارية مهمة، وهو ما سيساعده على تحسين وتجويد مناخ الاستثمار، واستغلال الفرصة المواتية، بالنظر لحجم وقيمة وسائل الاعلام الدولية التي ستواكب مثل هذه التظاهرات الرياضية الكبرى، عن كثب، لتسويق صورة المغرب بالشكل المطلوب، وإبراز مقوماته ومميزاته المتنوعة على مختلف الأصعدة.
وأبرز الدكتور عبد الرحيم غريب، أن تنظيم تظاهرتين من مستوى رفيع، من قبيل كأس أمم إفريقيا، وكأس العالم، سيكون له وقع اقتصادي جد مهم على المدى القريب والمتوسط والبعيد، ووقع اجتماعي ببصمات أكثر أهمية، شريطة الالتزام بمحددات أساسية، منها على سبيل المثال لا الحصر، الوعي التام بأن مسؤولية نجاح التظاهرات الرياضية الكبرى، ملقاة على عاتق الأمة بكل أطيافها، والتنظيم يجب أن يتم وفق مقاربة تشاركية للاستفادة من كل الطاقات الوطنية، وخاصة فعاليات المجتمع المدني، والفدرالية المغربية لمهنيي الرياضة، باعتبارها الإطار الأمثل لتمكين المقاولات الصغرى والمتوسطة من اكتساب المزيد من الخبرة، ودعم قدرتها على التمويل الذاتي وتمكينها من سبل المساهمة في التجهيز والتنظيم والتنشيط.
العرض الافتتاحي تلاه نقاش مستفيض شارك فيه الجميع بمداخلات زادت من تعميق النقاش والتأكيد على الأهمية الاقتصادية والاجتماعية للتظاهرات الرياضية الكبرى على البلد المحتضن، معتبرين ان المغرب ينتظره حدثان رياضيان عالميان، ستكون لهما تأثيرات إيجابية على الدولة والمواطن ووجب الانخراط فيهما بكل مسؤولية ووطنية صادقة.
وأسفرت المناقشات التي أعقبت نهاية المحاضرة، عن العديد من التوصيات الهامة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا النشاط الفكري والثقافي، عرف حضورا وازنا للعديد من الفعاليات، يتقدمهم السادة عبد اللطيف المتوكل رئيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، وسعيد ضور رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لأكادير، والدكتور عبد العزيز بنضو رئيس جامعة ابن زهر سابقا، ومحمد المودن ومحمد باركا، عن مجلس جماعة أكادير، ومحمد أومريبط وعمر أبو طارق، نائبي رئيس جماعة الدشيرة الجهادية، وعبد الله أبو القاسم رئيس عصبة سوس ماسة لكرة القدم، وبلعيد الفقير رئيس فريق حسنية اكادير لكرة القدم، ومحمد أفلاح رئيس أولمبيك الدشيرة لكرة القدم، بالإضافة إلى أساتذة جامعيين من جامعة “ابن زهر” وفعاليات جمعوية واقتصادية ورياضية وإعلامية وحشد من الطلبة الجامعيين المهتمين بالرياضة والإعلام.
وقد خلصت اشغال اللقاء الى إصدار مجموعة من التوصيات تم إجمالها كالتالي:
• تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى له أثر اجتماعي كبير على الفرد والمجتمع، إذ يقوي وشائج التلاحم والتضامن بين المواطنين، ويرسخ روح المواطنة والانتماء.
• من المهم اشراك الفدرالية المغربية لمهنيي الرياضة، لتمكين المقاولة الصغرى والمتوسطة المغربية من اكتساب المزيد من الخبرة، ودعم قدرتها على التمويل الذاتي وتمكينها من المساهمة في التجهيز والتنظيم والتنشيط.
• ضرورة إشراك طلبة المدارس والمعاهد المتخصصة في التدبير الرياضي، ليساهموا في الجوانب التنظيمية، لربح جيل متخصص يرفع من قدرة المغرب على تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى.
• وضع خطط مسبقة بتنسيق مع الأكاديميات الجهوية للتربية والتعليم، والجامعات، لتأمين الحضور الجماهيري الضروري لجميع المباريات.
• تسيير الملاعب الكبرى وفق مقاربة استثمارية وأنشطة تجارية وترفيهية دائمة وداعمة تحقق لها مداخيل كافية، عن طريق شراكات فعالة وذات جدوى مع القطاع الخاص.
• التنسيق مع مختلف الإدارات الجهوية والمحلية لإقامة أنشطة رياضية وترفيهية في الساحات الكبرى، وإبراز الخصوصيات التاريخية والثقافية لكل الجهات المغربية.
• ضمان تكوين ميداني عميق لكل المتطوعين لإنجاح عملية التنظيم.
• التنسيق مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل لتنظيم أنشطة موازية تزامنا مع التظاهرات الرياضية الكبرى (عروض، مسرحيات، حفلات غنائية، عروض فنية…).
• إشراك جمعيات المناصرين في حملات التحسيس بأهمية الإعلاء من قيم التعايش والتسامح والروح الرياضية، لتفادي أعمال الشغب داخل وخارج الملاعب.
• تنظيم دوريات رياضية متنوعة بمشاركة الأفارقة الأجانب المقيمين بالمغرب، على هامش كأس إفريقيا للأمم.
• التنسيق مع مختلف سفارات الدول الإفريقية من أجل المساهمة في برامج التنشيط، عبر مشاركة فرقها الفولكلورية في مختلف الأنشطة الثقافية
• ضرورة العمل على التسريع بإحداث اللجن الجهوية الأولمبية.