آخر الأخبار

التجارة بجامع الفنا بين المباح والممنوع ـ 4 ـ

ما دفع التجار المعنيون في أكثر من مناسبة وعلى امتداد الوجوه التي تعاقبت على تدبير شؤون المدينة، إلى طلب لقاء  المسؤولين من ولاة وعمال ،لوضعهم في صورة هذه الإكراهات التي تضرب تجارتهم المشروعة في مقتل،وتسد في وجوههم  مسالك الرزق والإتجار، لتنطلق بعدها حملات مداهمة لمصادرة كل السلع المعروضة خارج الضوابط المنظمة للقطاع، لتهدأ بعدها كما تفجرت ويتأكد للجميع بأن الأمر لا يعدو كونه تحرك لرفع العتب  وتهدئة النفوس .
خلف مظاهر التجارة المشروعة التي تحفل بها فضاءات الساحة،خاصة بالاسواق التقليدية المشهورة،كالسمارين والقصابين وسوق البهجة، يتربص نوع آخر من التجارة السوداء،التي يعمل اصحابه على ترويجه في الخفاء،وطبعا في إطار تواطؤات،تعتمد غض الطرف،وعدم”الحك على الدبرة” لتبقى الصدفة وحدها ما يفضح المستور،ويكشف ما تحت الغطاء،كما اظهرت مجموعة من الوقائع .
فقد عاش مؤخرا  تجار وباعة المنقولات الفضية بالأسواق المحيطة بالساحة  ،حالة استنفار قصوى،عمدوا معها إلى  إلى إغلاق محلاتهم التجارية،وسد جميع منافذها ،تفاديا لرياح تفتيش ومراقبة عاتية، أنذرت بها بعض الوقائع والمستجدات،بعد تمكن عناصر الجمارك من مصادرة حوالي كيلوغرامين من الفضة غير المعشر عليها بفضاء مطار المنارة .
وكانت إحدى الأجنبيات التي تملك محلا تجاريا لبيع التذكارات والهدايا بالمنطقة الحرة بالمطار،قد اقتنت كمية من معدن الفضة،من أحد تجار الجملة بمنطقة باب فتوح،على أساس إعادة بيعها بالتقسيط ومباشرة بعد شروعها  في عرض السلع، أثارت انتباه بعض عناصر مصلحة الجمارك،الذين تقدموا من الأجنبية، مطالبين إياها الإدلاء بوثائق التعشير،التي تؤكد الوضعية القانونية لمعروضاتها من الفضة،حيث أسقط في يد الأجنبية،ولم تحر جوابا،بعد عجزها عن تقديم الوثائق المطلوبة،ومن تمة مصادرة الكمية،والإنطلاق صوب محل تاجر الجملة،حيث تمت مصادرة كمية أخرى قدرت حينها  بأربع كيلوغرام، غير معشرة بدورها،كان بصدد تسويقها بمحله التجاري .
ولأن العملية،قد فتحت عيون الجمارك على ما يعتمل بهذه التجارة من خروقات وتجاوزات بالمدينة، خصوصا بالاسواق التقليدية المتواجدة بساحة جامع الفنافقد شرع في الإستعداد لتنظيم حملة تفتيش ومراقبة واسعة،بكل فضاءات  هذه الأسواق ،ما دفع ببعض تجارالمادة المذكورة،يضعون ايديهم على قلوبهم،خوفا من تبعات هذه الحركة،ومن تمة فضلوا التنحي إلى حين مرور العاصفة،عبر إغلاق محلاتهم التجارية،وغلق الابواب على منتوجاتهم المذكورة،تفاديا لكل ما من شانه .