آخر الأخبار

الاحتفاء بسيدي قدور العلمي في مهرجان الملحون والأغنية الوطنية بمراكش

من البحث الأكاديمي إلى الركح المسرحي… مراكش تحتفي بسيدي قدور العلمي في مهرجان الملحون والأغنية الوطنية

في إطار فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية، المنظم من طرف جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد، بدعم من مجلس جهة مراكش- آسفي والمجلس الجماعي لمراكش، احتضن المركب الثقافي بالحي الحسني صباح يومه السبت 25 أكتوبر 2025 ندوة علمية وحفل توقيع من آخر مؤلفات الباحث عبد الرحمن الملحوني، الموسوم بـ «سيدي قدور العلمي، شاعر مكناسة الزيتون: الجانب الاجتماعي والصوفي».
في هذا السياق وتجسيدا للأبعاد الأكاديمية والإبداعية لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية الذي يواصل ترسيخ مكانته كإحدى أهم التظاهرات الوطنية المخصصة لخدمة فن الملحون وتعزيز إشعاعه المغربي والعالمي عرفت الندوة، التي أدارها الأستاذ كمال أحود، مشاركة ثلة من الباحثين المهتمين بفن الملحون، من ضمنهم الدكتور عز الدين معتصم الذي قدم مداخلة بعنوان «شعر الشيخ عبد القادر العلمي في ميزان الباحث عبد الرحمن الملحوني » متوقفا عند تجليات الرصد العميق والنبش الرصين للكتاب المحتفى به، مقدما في السياق ذاته إضاءات حول الجوانب الرمزية في ديوان شيخ متصوفة الملحون سيدي قدور العلمي وما تحبل به من مقومات العشق الإلهي والمديح النبوي والتعلق بأهداب الأولياء والصلحاء.
فيما تناول الأستاذ كمال أحود «الجانب الاجتماعي في تجربة سيدي قدور العلمي» انطلاقًا من مؤلف الباحث المحتفى به، راصدا مكامن العلاقة الجدلية بين الأدب والمجتمع، مسلطا الضوء على جوانب من حياة سيدي قدور العلمي وتلازمية تجلياته الصوفية والمجتمعية، معرجا في السياق ذاته الحديث عن “قصيدة القلب” لسيدي قدور العلمي باعتبارها تحفة شعرية ضامة لمقاصد الحكمة والطهر الأخلاقي والنقد المجتمعي
.وحول الشيخ سيدي قدور العلمي اورد الأستاذ عبد الرحمان الملحوني في مقدمة كتابه المحتفى به “..تردد صدى شهرته منغوما وعذبا جميلا عند العامة والخواص..شاعر مكناسة الزيتونة وفحل فحولها وعربون زمانها…سنلقي الضوء الكاشف على جوانب شتى من أدبياته، انطلاقا من بعض المراجع التي وقفت عليها بنفسي في مدونات الخاصة، وما جمعته من مرويات أهل الملحون وحفاظ روائعه، منقبا عما أهله تأهيلا في طليعة شعراء عصره، حتى غدا علما من أعلامهم وفارسا على جواد فنه من فرسان الزجل بالمغرب..” مستطردا في السياق ذاته “..ولقد وقفت بنفسي على بعض المخطوطات النادرة التي اعتنى الخزانة بتدوينها والتعريف بها، ومنها الجانب الاجتماعي والصوفي الذي نعمل على إدراجه في هذا المؤلف…”
من جهته توقف الأستاذ عبد الرحمان الملحوني المحتفى بإصداره عند الإرهاصات التي أفرزت تجميع ديوان سيدي قدور العلمي في إطار لجنة وطنية كان عضوا شرفيا فيها والترتيبات التنظيمية والبحثية التي واكبتها، مشيرا إلى محطات مهمة في تجربة “سيدي قدور العلمي وسياق هجرته من مكناسة ودخوله لمدينة مراكش، وكذا تفاصيل مؤتمر كبير نظم سنة 1986 حول مقاصد قصيدته الأيقونية “الدار” محذرا من بعض المحاولات النقدية التي جانبت الصواب في تعاطيها مع مجموعة من قصائد الملحون، منوها بالعناية المولوية التي حظي بها فن الملحون من طرف الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله ووارث سره صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله . عرض مسرحي ملحوني يعيد إلى الركح سيرة سيدي قدور العلمي بروح إبداعية جديدة

كما شهدت الصبحية ذاتها مجريات عرض مسرحي ملحوني موسم ب «دار اماليها» لفرقة آرتو للمسرح وفنون العرض، مستلهم من قصيدة «الدار» لسيدي قدور العلمي، من إعداد عبد المجيد أدهابي، إخراج عبد العزيز أوشنوك وعبد الحليم بنعبوش، وبمشاركة الفنانين: حسن تزريت، محمد منير، حجيبة سروان، عبد الحفيظ إدعلي، محمد علي أعراب، منى الحجازي، مع أداء موسيقي وغنائي للفنان المهدي حارث.
ويعد هذا العمل أول تجربة مسرحية لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية انفتحت من خلاله جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد على تشكيلة جديدة من العروض الفنية التي تتجاوز حدود الإنشاد والقراءة التراثية إلى براديغمات الاشتغال الركحي، في تقاطع إبداعي خلاق يجمع بين الشعر الشفهي والحكي المسرحي الآخاذ.
وتأتي هذه الدورة، التي تنظم بمدينة مراكش خلال الفترة الممتدة من 22 إلى 25 أكتوبر 2025، تحت شعار:
«الملحون بين ملحمة المسيرة الخضراء وإشعاع العالمية» دورة المنشد “مولاي الفاضل بلمعاشي”، في سياق برنامج عمل جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد الرامي إلى صون التراث اللامادي المغربي، وإبراز رموز فن الملحون ورواده عبر برمجة متنوعة تمزج بين اللقاءات العلمية، والعروض الفنية، والأنشطة ذات البعد التربوي والاجتماعي.