آخر الأخبار

الأغنية المغربية إلى أين ؟؟

الوضع ليس وضع اذاعة وطنية وتشكيل لجان للمراقبة، بل ان الامر الاخطر الذي قد قتل جوهر الابداع في اغنيتنا المغربية هو شيوع التكنولوجيا وسوء استخدامها ضد قيمنا وتقاليدنا واصالة تراثنا وابداعنا بشكل عام، فاصبح الجميع شعراء غنائيون وملحنون ومغنيات ومغنون، اصبح بامكان كل من هب ودب ان يجلس الى حاسوبه، يعد خلطة من الكلمات السخيفة، ويضيف اليها كمية من الصخب، ثم يركب عليها صوتا نشازا، ثم يرميها على اليوتوب، فينتشر هذا الداء المخرب للاذواق، والمدمر للهوية، وذلك باسم الفن من حيث لا فن، وانما هو خليط كيميائي لا اعرف كيف اصنفه الا تسيبا وفوضى، يدخل كل بيت، ويصل بسهولة الى ابنائنا وبناتنا، ويستفحل الامر اكثر لينتشر هذا الخطب امام غياب دعم الاغنية المغربية كجزء من ثقافتنا الوطنية وهويتنا المغربية من طرف المسؤولين عن دعم الابداع الوطني بشكل عام، كان يجب ان تعقد لاغنيتنا المغربية مهرجانات سنوية، وان تعقد لمبدعي الاغنية المغربية محافل للتكريم واعادة الاعتبار لهم، واعتقد هنا ان التكريم الحقيقي لمبدعي الاغنية المغربية هو ان تتاح لهم الامكانات المادية واللوجيستيكية لاجل الابداع ، ووكذا ان يضع المسؤولون عن قطاع الابداع الوطني مشروعا وطنيا تنمويا يستهدف هذا القطاع، وان تلزم شركات الانتاج الخاصة بالاسهام في هذا المشروع الوطني الذي يستهدف طبعا اعادة احياء مجد اغنيتنا المغربية ورد الاعتبار لمبدعيها ماديا ومعنويا، اما الاذاعة الوطنية فقد تغيرت كل اتجاهاتها عندما تم تحويلها من قطاع عام يخدم ثقافتنا الوطنية واغنيتنا المغربية، الى شركة اول ما قامت به هو انها تخلصت من مسؤولية دعم الانتاج الغنائي وترويجه، وهكذا تم اغلاق ابوابها امام المبدع المغربي، الذي لم يمتلك بدوره الا ان تراجع امام غياب بوادر دعم الاذاعة الوطنية التي كانت بالامس المؤسسة الفاعلة والمدعمة للاغنية المغربية، وبالتالي، وجب ان نحفز شبابنا على الاهتمام بالاغنية المغربية، وان نوجههم لادماج هذا الاهتمام في اطار ثقافته التكنولوجية وذلك بأن يسهموا في احداث مواقع التكترونية تهتم بنشر اغنيتنا المغربية بمختلف اجناسها،والتعريف بها لدى الاخر خصوصا لدى الامم الاخرى والشعوب، ومع هذا المحور اعرج على وضعية اعلامنا الوطني المسموع لاذكر بوضعية اغلبية هذه الاذاعات الخاصة التي لا تمتلك في برمجتها الفارغة اي تصور مهني ولا وطني يهتم بمنتوجنا الابداعي المغربي بشكل عام وبانتاجنا الغنائي المغربي بوجه الخصوص،بل هي لا تعرف اساسا شيئا اسمه ابداع وطني او اغنية مغربية، اذن لابد ومووازاة مع التفكير في احياء تراثنا الغنائي المغربي شاملا، ان نفكر باعادة صياغة اعلام وطني مسؤول اتجاه كل ما هو وطني مغربي، وتحية حب واجلال الى كل الاخوة المغاربة الاعزاء الذين اثاروا هذا الموضوع الذي انما يحتاج الى وقفة حقيقية وجيهة للتحسيس والتوعية على اكثر من واجهة ونطاق، محبتي للجميع.

احمد رمزي الغضبان

اعلامي وباحث في التراث الغنائي المغربي والعربي