آخر الأخبار

الأخــطـــاء الـشــائـعــة

إدريس بوطور

الخطأ الشائع في اللغة العربية الفصحى هو ممارسة خارج إطار القاعدة تطال كلمة أو تركيبا لغويا نطقا أو كتابة أو رسما ، وبحكم تكرار هذه الممارسة وتداول استعمالها فقد تم تبنيها وإدخالها في الإطار المعجمي لبناء اللغة مع تجاوز القواعد ** ارتباطا بذلك أصبحت اللغة العربية تتوفر على مجموعة من الكلمات والتراكيب الخاطئة التي يتم تداولها نطقا وكتابة . إلا أن تنبيهات اللغويين المختصين واشاراتهم المتكررة إلى مواطن هذه الأخطاء بالإضافة إلى بناء اللغة العربية القاعدي المتين ، وارتباطها الوثيق بالقرآن الكريم ساهم في تحصين لغة الضاد ، ومحاصرة هذه الأخطاء واخضاعها للتقويم ** ومن الكلمات العربية التي طالها الخطأ الشائع على المستوى الكتابي نجد العدد “مئة ” 100″ الذي يكتب في عدة مواطن بإضافة ألف وسطى . وهذا خروج عن القياس بالمقارنة مع نظيراتها التي تكتب دون زيادة الألف مثل ” فئة ” و ” رئة” ، وخروج أيضا عن القاعدة التي تقول ان الهمزة المتوسطة بعد كسر تكتب على ياء غير منقوطة ، ولم تذكر القاعدة إضافة ألف وسطى** كما تعرض العدد ” مئة ” إلى وضعية أخرى خارجة عن إطار القياس اللغوي عندما يأتي مركبا مع عدد من ثلاثة إلى تسعة ، فيكتب بشكل متلاصق “ثلاثمئة” – “اربعمئة” في حين انهما كلمتان مستقلتان. لذا ينبغي أن تأتي كتابتهما بهذا الشكل ( ثلاث مئة ) (أربع مئة) كما أن هذه الوضعية تصبح هي نفسها غير صحيحة باعتبار أن الكلمة مئة عندما ترتبط بعدد من ثلاثة إلى تسعة تدخل إطار جمع قلة، الأمر الذي يحتم عليها ان تكتب بصيغة جمع المؤنث السالم على هذا النحو ( ثلاث مئات ) (أربع مئات ) . هذا بالإضافة إلى أن الفصل بين الكلمتين يسهل حركة الإعراب والشكل ويحددها بشكل هادف ** خلاصة القول :قد يقول قائل لماذا كل هذه التعقيدات في كتابة العدد “مئة” بألف أو بدونه أو ملتصقة أو جمع قلة أو جمع مؤنث سالم ما دامت تؤدي الهدف المتوخى من اللغة . والجواب هو أننا بسماحنا لتداول الأخطاء الشائعة في تجاوز للقواعد فإننا نسهم دون قصد في خلخلة وتضعيف أسس ومتانة اللغة العربية الصامدة عبر أجيال وقرون خلت /