5267
في أجواء يطبعها الأمل والطموح، شهدت مدينة مراكش، يوم الخميس 24 يوليوز 2025، لحظة لافتة في المشهد الإعلامي المحلي، تمثلت في افتتاح المقر الجديد لجريدة «مراكش بوست» بشارع كماسة. محطة تَبرز أهميتها في سياق التحديات التي يعرفها الإعلام الجهوي، وتُسجَّل كخطوة مهنية تُحسب لفريق الجريدة وإصراره على الاستمرار، والتطوير، والرهان على الجودة.
المقر الجديد، المُجهز بوسائل حديثة للإنتاج الإعلامي، يعكس رؤية واضحة في الاشتغال، مبنية على الانفتاح على الوسائط الجديدة، وإدماج تقنيات الصوت والصورة، في سبيل تقديم محتوى أكثر ملامسة للواقع المحلي، وأكثر تجاوبًا مع انتظارات المتلقي. بودكاست، برامج مصورة، حوارات… كلها صيغ جديدة تعِد بها الجريدة قراءها ومتابعيها، في خطوة تعكس إرادة واضحة في التجديد والتأثير الإيجابي.
افتتاح هذا المقر ليس مجرد توسعة لوجستية، بل هو انتقال رمزي نحو صحافة محلية تعرف موقعها جيدًا، وتعي أهمية دورها في زمن تداخلت فيه الأخبار بالآراء، وغاب فيه أحيانًا الخط الفاصل بين الإعلامي والدعائي. ومن ثَم، فإن هذه المبادرة تستحق كل التشجيع، كونها تؤسس لفضاء عمل احترافي، يستند إلى قواعد المهنة ويمنح للطاقم الصحفي هامشًا أكبر للإبداع والمبادرة.
في زمن يشهد فيه الإعلام الجهوي تراجعات متكررة، تخرج “مراكش بوست” لتُعلن تمسكها بخطها التحريري المستقل، واختيارها المضي في تقديم مادة إعلامية توازن بين الخبر والتحليل، وبين المهنية والالتزام بقضايا المواطن.
هي لحظة تستحق التنويه، لأنها تعبّر عن إيمان صادق بإمكانية النهوض بإعلام محلي جاد من قلب المدينة، دون الحاجة إلى مكاتب فخمة أو دعم خارجي مشروط، بل فقط بإرادة حقيقية، وفريق يؤمن بأن الصحافة يمكن أن تكون قريبة، مسؤولة، ومؤثرة.