قبل أيام من انطلاق الموسم الدراسي، اختارت وزارة التربية الوطنية التعليم الاستعراضي على حساب الفعل الجدي، عبر إعلان دورة تكوينية استدراكية لفئة أساتذة “مؤسسات الريادة” الذين فوتتهم الدورات السابقة. خطوة تبدو وكأنها مسرحية لإظهار النشاط والفعالية، أكثر منها حلاً حقيقياً للاختلالات المستمرة في التكوين والتأطير.
الأساتذة الجدد أو المنتقلون حديثاً يجدون أنفسهم فجأة أمام سباق مع الزمن: أربع أيام من التكوين على مرحلتين، زيارات صفية مكثفة بين 22 و27 شتنبر، لقاءات عن بُعد، مع ضرورة الاطلاع على الموارد الرقمية عبر بوابة “مؤسسات الريادة”. كل ذلك، وفق خطة الوزارة، يجب أن يتم قبل 29 شتنبر، كآخر أجل للإشراف المباشر على العملية.
المفارقة هنا أن ما يُسوّق له على أنه “دعم للأساتذة وتحسين الممارسة الصفية” يبدو في الواقع محاولات يائسة لإخفاء سنوات من التخطيط الضعيف والتأهيل الجزئي. الأساتذة، بدل أن يركزوا على تحضير دروسهم ومواكبة التلاميذ، يجدون أنفسهم رهائن لإجراءات شكلية تثير الإحباط أكثر من الحماس، بينما الوزارة تستعرض جدولة مرنة وخرائط رقمية كأنها إنجازات تاريخية.
الواقع يقول إن هذه “الدورة الاستدراكية” لن تكون أكثر من رقصة ضغط على الأساتذة قبل فتح أبواب المدارس، بينما التلاميذ، الذين يفترض أن تكون مصالحهم أولاً، ما زالوا في الانتظار. السؤال الذي يفرض نفسه: هل وزارة التربية فعلاً تهتم بجودة التعليم، أم أنها تكتفي بالتصريحات الرسمية وإطلاق المبادرات الاستعراضية لتغطية إخفاقاتها المزمنة؟