آخر الأخبار

ادبيات الزاوية النظيفية التيجانية لمحمد الرحماني – 1 –

رأيتُ أن أكتب تقديماً لهذا المقال أعرّف فيه بالمصطلحات وأسماء الأعلام التي وردت في عتبات صفحة غلاف الكتاب وهي على الوجه التالي:

الأدبيات

مصطلح انتقل الى اللغة العربية من الغرب خلال القرن الماضي، ويدلّ على الكتب والمقالات وغيرها من المراجع المتعلّقة بموضوع معين، سواء أكان هذا الموضوع أدبياً أم علمياً. وتعدّ مراجعة أدبيات الموضوع الذي يتناوله الباحث، الخطوة الأساسية في البحث، إذ يتوجّب عليه مراجعة أدبيات موضوعه من كتب وبحوث، ويعرّف بها ويقيّمها قبل أن يلج الموضوع الذي يعالجه مهما كان تخصصه. وهكذا يمكن أن نتحدَّث عن أدبيات فيزياء الصوت، أو أدبيات الكيمياء الحياتية، أو أدبيات القصة القصيرة جداً.

الزاوية:

ليس المقصود بالزاوية هنا الفرجة المحصورة بين خطين متقاطعين، كما في علم الهندسة، بل يُستعمل هذا المصطلح، خاصة في المغرب العربي، للدلالة على مسجدٍ غير جامع. وفي اصطلاحات المتصوفة في الغرب الإسلامي تدلّ الزاوية على مسجد ومدرسة دينية ومأوى للمتصوفة. ويتداخل مفهوم (الزاوية) مع مفهوم (الرباط) الذي يتميز عن الزاوية بتأكيده على الجهاد إضافة إلى المسجد والمدرسة والمأوى. ويمكن القول إن (الزوايا) في مصطلحات الصوفية في المغرب العربي وإفريقيا، يقابل مصطلح (الخوانق أو الخانقات) في المشرق.

الزاوية النظيفية:

هي تلك الزاوية التي أسسها المتصوِّف الفقيه امحمد النظيفي (1270ـ1366 هـ/1853ـ 1947) في حي القصور بمدينة مراكش العريقة، وفيها مسجد ومكتبة وضريح مؤسِّسها. واسم هذا المتصوف (امحمد) لم يقع فيه خطأ مطبعي، بل هو مستعمَل في المغرب العربي خاصة المغرب الأقصى حيث تؤدي محبَّة المغاربة للرسول (ص) وتعلُّقهم به، إلى قيام رجل اسمه محمد بتسمية ولده امحمد كذلك، أو انه يُرزق بولدين فيسمّي أحدهما محمد والأخر امحمد. والأمازيغ المغاربة يسمون الولد الأول موحند (بالأمازيغية = محمد) والولد الثاني محمد، كما في حالة بطل الريف الخالد الذكر موحند بن عبد الكريم الخطابي، وأخيه محمد بن عبد الكريم الخطابي.

التجانية:

هي إحدى الطرق الصوفية وتنتسب إلى السيد أحمد التيجاني ( 1150ـ 1230 هـ/ 1737ـ1815م ) الذي انتقل جدّه الرابع من مدينة مراكش في المغرب ألأقصى،  إلى بلدة عين ماضي في ولاية الأغواط بالجزائر، فولد أحمد التجاني ونشأ فيها وأسّس طريقته الصوفية، وعند وفاة والده، رأس السيد أحمد الزاوية وتصدر للافتاء، وزار المغرب والقاهرة ومكة المكرمة وتدارس مع علمائها. وبسبب استيائه من الحكم العثماني للجزائر، انتقل إلى فاس نهائياً سنة 1213هـ/1758م واستقر فيها ثم توفي فيها وضريحه فيها. ولطريقته أتباع في شمال إفريقيا وموريتانيا والسنغال ونيجريا ومصر والشام وفلسطين. ووصْف ” الزاوية النظيفية” بالتجانية، يعني أن هذه الزاوية على الطريقة التجانية.

د علي القاسمي