حسن الرحيبي
الرّجال السّبعة حسَب تصنيف الحسَن اليوسي مستشار idéologue مولاي اسماعيل..
تقديس الرقم 7 في الديانات السماوية لأسباب دينية وميتَافيزيقية ، ومنها سبع سماوات وسبع أراض وسبعة أيام وسبع ليال ، والسبعة النائمين أو أهل الكهف.. وتطبيقها بالمَغرب على سبعة رجال رݣراݣة ، وسبعة رجال تطوان .. لكن السّبعة الذين نجحوا بالمغرب واخترقوا الآفاق ، وسحروا العامة .. هم سَبعة رجال مراكش .. إذ كلما ذكروا وضَع الناس رجالاً ونساءً أكفهم على جباههم متبركين :
شَايلّاه آسبعةُ رجال !
بل سُميت مراكش بمدينة سبعة رجال وأصبح الناس يحجّون لمراكش إلى اليوم أثناء العطل المَدرسية ، خلاَل زيارات تختلط فيها السياحة بالبعد الديني والميتافزيقي ، إلى درجة تقديس المَدينة الحمراء la ville ocre .. بل سمي المغرب باسمها ، إذ في الشّرق يتحدّث الناس عن المغرب باسم مرّاكش ، كما يَتحدث الأتراك عنه باسم فاس ، نظرا لتجربتهم المريرة مع الوَطاسيين وخاصّة السّعديين الذين لقنوهم درساً لن ينسوه خلال موقعة وَاد اللّبن ، وكونوا لهم كومونضُو قوي وخفيف من فرسان الحياينة .. وقد رتّبهم في نطاق الصّراع العربي البربري حول فضل الفاتحين العَرب على المغاربة كإيديولوجيا شكلت سلاحاً لكل سُلطة ونفوذ بالمَغرب ، حين رفضَ البربر الفكرة جملةً وتفصيلاً ، وألحّوا على وجود سَبعة رجال بربر زَاروا المَدينة والتقوا الرسول الكريم ، وأتوا بتعاليم الرسَالة دون حاجة للفاتحين ..من بني أمية ..هم سبعة رجال رݣرَاݣة المشهورين بالدور بنواحي الصّويرة ..قيل خاطبوه بالبربرية ورد عليهم بنفس اللّسان ، وقالت ابنته فاطمة الزهراء إنهم يرجرجون ، أي يتكلمون بطريقة غير مفهومة ، ومن ثمة سموا برجراجة ..
قيل درس سيدي يوسف بن علي على يد أبي عصفور يعلىٰ بن وين يوفّن(بن يَفّو) الأجذَم ، المتوفىٰ سنة 1187 ميلادية ..، تلميذ أبي يعزىٰ بن ميمون يلينّور أي مولاي بوعزة المتوفىٰ سنة 572 هجرية ، موافق سنة 1176 ميلادية ، وهو تلميذ لمولاي بوشعيب الردّاد (السّارية) دفين آزمور ، قيل كان مروضاً للأسود التي كانت منتشرة بالمغرب بكثافة ، إلى درجة أنها كانت تدخل البيوت وتعيش فيها حسب الحسَن الوزان في كتابه وصف إفريقيا ، دون أن يمسّها أحد بسوء ..وتتلمذ على يد مولاي بوعزّة أبو مديَن شعيب الغوث دفين تلمسان سنة 1197 ميلادية ، والذي قيل إنه عم سيدي يوسف بن علي ..أراد أبو شعيب مدين الخروج من حضرة مولاي بوعزّة بالأطلس المتوسط فصَاحبه ، ولم يتركه وحيداً حتى تعدى منطقة الخطر حيث تتواجد السباع بكثرة كما ورد في التشوّف..
عاش في حارَة الجذمىٰ بما يسمى اليوم بحي سيدي يوسف بن علي بمراكش ، والتي أنشأها (الحارَة) الموحّدون لعزل المصَابين بالجذام ، مما يبين حسّهم الصّحي المبكر ، ووعيهم الحمائي المتقدم آنذاك ..قبل أن ينقلها السّعديون خارج باب دكالة كما هو معروف اليوم ..وقد انتشرَت الحارَات في كل قرى ومدن المغرب كما صور ذلك إيدمون دوتي الباحث والمستشرق الفرنسي édmond doutté باولاد سبيطة سنة 1901 ..حين كنا نعتقد أنها تعني جهنم(غاتمشي للجّنّة ولا للحَارَة ؟) …ودفن بالغار الذي كان يتعبد فيه رغم وجود قبر ظاهر فقبره الحقيقي بالغار ..شبهت سيرته بسيدنا أيّوب ..
يقول عنه صَاحب التّشوف (التّادلي ابن الزّيات) : تلميذ الشيخ أبي عُصفور ، كان بحَارة الجذماء قبلي حضرة مراكش ، وبها مات في شهر رجَب عام 593 هجرية (1196م) ، ودفن خارج باب أغمات عند رَابطة الغار ، واحتفل الناس لجنازته ..وكان كثير الشّأن فاضلاً ، زرته مرات ورزقني الله منه محبةً ومودّة ، وكان صَابراً رَاضياً سقط بعض من جسده في بعض الأوقات ، فصَنع طعاماً كثيراً للفقراء شكراً لله تعالىٰ على ذلك (التشَوّف صَفحة 312)..
ويقول الحسَن اليوسي مستشار مولاي اسماعيل الذي له رسائل كثيرة لمولاي ايماعيل لتنبيهه للثغرات والأخطاء في التموقع العسكري ، ونزع السلاح من المجاهدين .. وصَانع ومبدع فكرة سَبعة رجال مرّاكش :
بمرّاكش لاحَت نُجوم طوَالع
جبال روَاس بل سيوف قوَاطع
فمنهم أبُو يعقوب ذو الغار
يوسف إليه تشير بالأكفّ الأصَابع
ونجل أبي عمرَان عيّاض الذي
إلى علمه في الكون تصغي المسامع
وبحر أبي العبّاس ليس يخوضُه
سوىٰ كريم لا زال يمانع
ونجل سليمان الجزولي فضله
شهير ومن يدعو إليه يسَارع
وتبّعهم بحر الكرامة والهدىٰ
وسيدنا الغزواني نورُه سَاطع
أبا القاسم السُّهَيلي أضف لهم
إمَام التقىٰ بحرُه واسع
مَلحُوظة :
كان من الوَاجب الطّواف عليهم بهذا التّرتيب الذي وضَعه اليوسي ، والشّرط الثاني أن يكون الطّائف حَافي القدمَين ..رأيت أصدقاء قاموا بهذا ..
