آخر الأخبار

أوراش بدون نقاش

إدريس الأندلسي

مافتئت الحكومة تطلعنا على منهجيتها الفريدة والأحادية من خلال القرارات الفوقية والتي تعتمد على الرأي الوحيد، لانقاش حولها ولاتعقيب .تنفذ خارج اطار التتبع والمساءلة ، وهناك الكثير من المشاريع التي اهدر فيها المال العام دون ان نقف لها على تقييم، المجلس الجماعي لمراكش لايخرج على هذا النطاق.كثير من الاجراءات يتم تنفيذها دون تقديم ولا توضيح. في الآونةالأخيرة تعرف المدينة الحمراء اشغال ترميم وتهيئة اختلفت الآراء حول مصادر وطرق تمويلها فهناك من ذهب لكونها منسوبة لميزانية المجلس الجماعي وآخرنسبها لجهات خارجية بدعوى ان المدينة ستحتضن في شهر اكتوبر المقبل عدة مؤتمرات دولية على راسها مؤتمر صندوق النقد الدولي. وحسب البلاغ اليتيم الصادر عن المجلس الجماعي والذي زاد الامر غموضا وحيرة كذلك مجسدا بذلك القولة المشهورة ” جا ايطبها عماها …” بلاغ لايحمل لاتوقيعا ولاتاريخا رغم ان كل المنابر الإعلامية تناولته بالدراسة والتحليل لتؤكد مرجعيته للمجلس.ومن هنا نحتاج منهجيا لضبط بعض الأمور حتى نقف على حقيقة التدبير داخل هذه المؤسسة.بداية نسجل ان المجلس يفتقد لآلية التواصل بشكل مؤسساتي تشرك معهاالمواطن والمجتمع المدني في المعلومة وكل مايهم الشأن المحلي المراكشي .كما اننا لازلنا ننتظر توضيحا بشأن مصادر التمويل.والرد على من يقول بالتمويل الخارجي، كما نتساءل في إطار الحديث عن العمل بالاستراتيجيات التي يلوح بها البعض يمنة ويسرة.
مامصير مشروع الممرات التحت أرضية الست التي بشربها المجلس منذ فبراير2022 ؟وهل لازالت حاضرة في مخيلة تدبيره من اجل تنفيذها كأولوية ستحل معضلة السير والجولان بقلب المدينة ،ام أن كلام الليل يمحوه النهار .
تعرف مراكش وعلى وجه الخصوص شوارعها الرئيسية ارتباكا ، فقدت معه كثير من معالمها بعدما جرفت الآلات الاسفلت وارصفتها وأشجارها واصبحت عبارة عن ركام من الأتربة استحال المرور مع وجود كثير من الحواجز الحديدية والتي اثرت بشكل واضح على بعض المؤسسات السياحية التي لم يعد ممكنا المرور من أمامها فمابالك ولوجها.كثير من علامات التشوير أصبحت معطلة مما اربك السير والجولان وفي بعض الأحيان وقوع حوادث سير مكلفة .من يشاهدها في هذه الأيام يحسب المدينة في وضعية فوضى تعرضت من خلاله لعبث وسوء تقدير.ويطرح كثير من الأسئلة حول هويةالشركةالتي تكلفت بالمشروع الذي لانعلم عنه اي شيء. لم نر لا اشعارات ولا ماكيط يخبر الناس بهذه المشاريع المستقبلية ويبدو انها شركة غير محترفة من خلال الطريقة البدائية والتدبير البطيء للأعمال المنجزة لحد الساعة و يبدو أننا امام عملية تكرار للأخطاء السابقةدون الاستفادة منها و التي تفتقد للنجاعة والسرعة .سيناريوهات سابقة توضح معطيين أساسيين الأول:أن المجلس لايمتلك رؤية مستقبلية على المدى المتوسط والبعيد .ثانيا كل هذا الارتباك لن يقدم جديدا للمدينة مادمنا نعيد البناء بنفس الطريقة ولنفس الأفكار السابقة التي توحي الا جديد يلوح في الأفق . مما يعتبر هدرا للزمن والمال .
يجمع جل المتتبعين ان توقيت بداية الأشغال مع حلول عطلة الصيف لم يكن موفقا باعتبار ان المدينة تعرف نسبة كبيرة من الزوار في هذا التوقيت بالذات وبالتالي ساهمت هذه الأشغال في ارباك الساحة وتركت انطباعا سيئا لدى الجميع . من يرفعون شعار مراكش مدينة عالمية انصحهم بزيارة العاصمة وطنجة وتطوان ، هذه المدن وسعت الفارق بينها وبين الباقي وهو جواب عملي وصريح على كل العناوين المرفوعة .