تداول عدد من النشطاء والفاعلين المحليين على الفضاء الأزرق خلال الساعات الماضية أخبارًا تفيد انطلاق أشغال تهيئة ساحة جامع الفنا بمدينة مراكش في نفس اليوم الذي يُنتظر أن تُفتَح فيه الأظرفة الخاصة بصفقة المشروع، ما أثار موجة من التساؤلات والجدل حول مدى احترام المساطر القانونية المؤطرة للصفقات العمومية.
هذا التزامن غير المعتاد أعاد إلى الواجهة مخاوف قديمة متجددة بشأن الشفافية وتكافؤ الفرص، خاصة في مشاريع ذات طابع استراتيجي ووطني كتهيئة واحدة من أشهر الساحات التاريخية في المغرب والعالم.
وفي الوقت الذي يُفترض أن يتم الإعلان عن الشركة الفائزة بالمشروع بعد الانتهاء من دراسة العروض، فإن تداول أخبار عن انطلاق الأشغال في ذات اليوم يوحي وكأن الأمور قد حُسمت سلفًا، مما يطرح سؤالًا مشروعًا: هل تم فعلاً إسناد الصفقة بشكل غير معلن قبل استكمال الإجراءات الرسمية؟
إن ساحة جامع الفنا ليست مجرد مشروع عمراني، بل رمز ثقافي وحضاري مدرج ضمن التراث الإنساني العالمي، وأي تدخل فيه يجب أن يتم وفق معايير الشفافية والاحترام الصارم للمساطر القانونية، وتحت أعين الرأي العام، لا خلف الأبواب المغلقة.