في عز موجة الحر التي تضرب العديد من مناطق المملكة، يجد سكان إقليم قلعة السراغنة أنفسهم في مواجهة قاسية مع الانقطاعات المتواصلة لمياه الشرب، وسط درجات حرارة خانقة تجاوزت عتبة 41 درجة مئوية خلال الأيام الأخيرة.
ورغم التحذيرات المتكررة التي أطلقتها المديرية العامة للأرصاد الجوية بشأن موجة الحر غير المسبوقة التي تعرفها المنطقة، تفاقمت معاناة السكان مع استمرار انقطاع الماء الصالح للشرب لفترات طويلة، ما دفع العديد من الأسر إلى الاستعانة بمصادر بديلة غير مضمونة، في وقت تتزايد فيه المخاطر الصحية والبيئية الناتجة عن هذا الوضع.
مصادر محلية تحدثت عن ضعف في الاستعداد المسبق لمواجهة هذه الوضعية التي باتت متكررة كل صيف، في ظل غياب مشاريع هيكلية لضمان التزويد المنتظم بالماء، خاصة في المناطق ذات الهشاشة المائية والتي تعاني أصلاً من ندرة الموارد المائية وضعف الفرشة الباطنية.
ويعزو عدد من المهتمين بالشأن المائي بالإقليم هذه الأزمة إلى محدودية الاستثمارات الموجهة لقطاع الماء، إلى جانب الضغط المتزايد على الموارد بفعل توالي سنوات الجفاف وتراجع التساقطات، في غياب حلول بديلة كافية كتحلية المياه أو إعادة استعمال المياه العادمة للري، بما يخفف الضغط على الموارد الصالحة للشرب.
وفي ظل استمرار الأزمة، يتساءل المواطنون عن الإجراءات المستعجلة التي تعتزم السلطات اتخاذها لتأمين الحد الأدنى من حاجياتهم من الماء الشروب، خاصة في مثل هذه الظروف المناخية الاستثنائية، حيث يصبح الحصول على الماء مسألة حياة أو موت.
من جهتهم، يطالب عدد من الفاعلين الجمعويين والحقوقيين بالإسراع في وضع مخطط استعجالي يروم معالجة الإشكالات البنيوية المرتبطة بتدبير الموارد المائية بالإقليم، في إطار رؤية مندمجة تأخذ بعين الاعتبار التحولات المناخية وارتفاع الطلب على هذه المادة الحيوية.
وفي غياب تدخلات ناجعة وفورية، تبقى ساكنة قلعة السراغنة في مواجهة يومية مع حرارة مفرطة وعطش مستمر، في انتظار حلول عملية تتجاوز الوعود إلى واقع ملموس يضمن لهم حقهم الدستوري في الماء والحياة الكريمة.