آسيدي بن عبّاس تحفظنا وتحفظ اولاد الناس !

حسن الرحيبي 

آسيدي بن عبّاس تحفظنا وتحفظ اولاد الناس ! وحكاية الفيل خصّاتو فيلَة ..

عبارة كانت تردّدها أمّي بشكل مستمرّ لأنها كانت تحبّنا كثيراً . فنجتمع حولها كل ليلة نستضيء فقط ببقايا الشّمع الذّابل والمُتساقط علىٰ جوانب المَطلية الفاسية .. وعندما ينقضي ذبل الشمع تنتزع قطعة قماش من ثوبها المُهتريء . تعمل على فتلها وتزوّدها ببقايا مخلفات الشّمع مع شيء من الزيت كي تتوهّج الفتيلة من جديد ، وتطول السّهرة المسائية لتعيد نفس الحكايات مع تمثيلها أو تشخيصها في الواقع ، وتغيير أسلوب الحكي من أجل الإثارة وسحر اللغة ونشر العبَر والدّروس والحكَم .. مع إرسال ضَحكات جميلة من حين لآخر ! كانت كل حكاياتها حول بلّارج والذّويب تدور في هذا المنطقة الجَميلة التي كانت ذات يوم موحشة . خصُوصاً لما حمل بلّارج الذّويب وأسقطه بأعماق بحر المحيط الأطلسي . لكنه ظلّ يتوسّل لسيدي بنعبّاس كي يخرجه من هذا اليمّ ، منتحباً باكياً وهو يتضَرّع :
آسيدي بن عبّاس الى عَاونتيني وخرّجتيني من هنا نعطيك صَفحة فول وصَفحة حُمّص !
لكنه لما نجا وخرج تنكّر لكل وعوده ونذوره ..فانتفض قائلاً :

هو هذا سيدي بنعبّاس احمق ! عارفني زارع الفول والحُمّص في البحَر ؟
وأيضاً حكاية المقدّم الذي كان يأمر الناس مزهواً أمام رؤسائه بزرع الأشجار إلى أن قلّل عنه الحياء خروج الرّيح من بطنه بشكل مفاجيء جعله يصيح مبرّراً فعلته الشّنيعة :
وعباد اللّه ….غدّار !
وحكاية من صَميم الواقع أيام الجوع خلال بداية القرن الماضي حين كان يهاجر الناس من مناطق الجنوب يقتاتون بالأعشاب فقط وبقايا بطاطا الحلوّة بالوَلجة .. فعثر الناس على امرأة في حالة غيبوبة من شدّة الجوع . لكن زوجها تنكر لها وقال بأنه لا يعرفها . وعندما حضَر المقدّم بلّا استنطقه بأسلوب ساخر حتى اعترف ! كان أسلوبها أيّيري محض ..
وكذلك فقر منطقة أيّير خاصّةً داخل القصبة وتعدّد أسر اولاد السّكّاف وكثرة أفرادها .. وعندما اختفت بيضة أخذ سيدي يسأل : شكون ادّى البيضَة اللّه يعطيه … آمين !
ادّاهَا مينْ ؟
وكذلك حكاية القرية التي اتفق أهلها على الاشتكاء للحاكم حول الفيل الذي خرّب مزارعهم.. لكنهم خذلوه فطلب الرجل إضَافة فيلة للفيل المدمّر للمزَارع !

وقصّة عمارَة
الجّاري على الشّفّارَة
وهو زالَݣ عا في خضَارَة …

ويضيف الصّديق محمّد عُمرَاني تغريدَة جَميلة للأمّهات :

عندمَا تحمل جدّتي الطفل الرّضيع وتبدا تراري به بصَوت جميل ويستجيب ذلك الرّضيع لذاك الصّوت الحنون الشّجي ، تراث لامَادي ذاهب الى الزّوال ورَارا او رورو لها جذور أمازيغية وجد برنامج امودّو شبيها لها بجزر لاَس بّالماس ومازلت أتذكر بعض الكلمات كانت ترددها جدتي ومنها سيدي بن عباس الذي أشرت اليه في بداية الحكاية..

رارَا ورَايدّاه
لاَ تبكيش ليَا ورايدّاه
سيدي بن عَباس ورَايدّاه
يكبر ولدي مَا يشوف باس رَايدّاه
والعَودَة الحمرَا رايدّاه
تلعب في الݣمرة رايدّاه
وابُوك الطالب رَايدّاه
شخشَاخ القوَالب رايدّاه …
هههه