ما تزال فاجعة واد الشعبة ترخي بأحزانها عالى ساكنة حاضرة المحيط التي تحاول تجاوز هول الصدمة و مقاومة فراق أعزاء تركوا بصمة مؤلمة في مواقع التواصل الاجتماعي.
للعلم ، واد الشعبة هذا له تاريخ أسود مع المدينة ، ندكر بعض من فصوله كما جائت في كتابات المؤرخ الفقيه الكانوني.
** فيضان سنة 1647 م : في إحدى ليالي شهر ذي الحجه من عام 1058 للهجرة ( الموافق لعام1647 م) ، وبعد صلاة العشاء الأخيرة ، اجتاح فيضان المدينة من خلال باب الشعبة ، فأرعب السكان و ارتفعت الصرخات و الدموع. بدأ الناس ينقلون ممتلكاتهم إلى مناطق مرتفعة ،اشتد الفيضان فغمر المنازل كأمواج المحيط . دمر الجدار البحري و ألحق دمارا هائلا بمتاجر التجار الصغار ، وبائعي التوابل و صانعي الأحدية ، و معاصر النبيد ، و مطاحن الدقيق ، و المنازل القريبة من السوق ، جارفا كل شيئ في طريقه
حفرت واديا يمتد من باب الشعبة إلى البحر و بقي الوادي قائما حتى عام 1060 هجرية ( الموافق ل 1650م) وكان الناس يعبرونه على جسر.
** فيضان سنة 1791 م : خلال ليلة ربيع النبوي في عام 1205 هجرية ( الموافق ل 1791 م ) عند منتصف الليل ، هطلت أمطارا غزيرة و قوية تسببت في فيضان كبير للمدينة ، في الوقت الذي كان فيه السكان يقدمون الطعام.
حطمت العاصفة باب الشعبة ، و دمرت متاجر مهمة بتدمير مداخلها و إتلاف البضائع بداخلها . . . و بلغ عدد القتلى أكتر من مئة رجل و امرأة. و كانت الخسائر المادية فادحة .
** فيضان سنة 1855 م : في عام 1272 من الهجرة ( الموافق ل 1855 م) هطلت أمطارا غزيرة ، مما تسبب في فيضان المدينة ، و تدمير متاجر الخزافين و صانعي الدروع ، و صانعي الأحدية ، والبقالين ، و تدمير جميع البضائع والحبوب و إتلاف كل شيئ من الأشياء التمينة و الأثاث.
امتزجت مياه الأمطار بمياه البحر ، مما اضطر الناس إلى استخدام القوارب للعبور . و عندما انحسرت المياه ، خلفت واديا عميقا في الأرض . يعرف هذا الفيضان باسم “عايشوت” نسبة إلى الضحية البشرية الوحيدة ، وهو يهودي .
** فيضان سنة 1927 م : في عام 1346 للهجرة ( الموافق ل 1927 م) ، اجتاح تيار قوي المدينة قادما من باب الشعبة و اقتلع أبواب المحلات التجارية و اجتاحت المياه المنازل المحيطة ، و دمرت البضائع و الأثاث .
بالنظر إلى تاريخ واد الشعبة الغادر و كوارته المتكررة مع حاضرة المحيط عبر القرون ، ألم يكن من الأجدر التحضير لتفادي الكارثة مند شهر شتنبر.
