آسفي.. تعبئة شاملة لمواجهة تداعيات فيضانات وادي الشعبة وإعادة الحياة إلى المدينة القديمة

شهدت مدينة آسفي، عقب الفيضانات التي اجتاحتها بسبب فيضان وادي الشعبة مساء الأحد 14 دجنبر الجاري، تعبئة شاملة لمختلف المتدخلين، حيث تكاملت جهود السلطات العمومية والمصالح الأمنية والمجتمع المدني، إلى جانب الفاعلين الاقتصاديين، للتخفيف من الخسائر وتسريع وتيرة إعادة الأوضاع إلى طبيعتها، خاصة بالمدينة القديمة.

وفي هذا السياق، اضطلعت عناصر الوقاية المدنية بأدوار محورية في عمليات الإنقاذ والتدخل الاستعجالي، من خلال إجلاء المواطنين من المناطق المتضررة، وضخ المياه، وتأمين النقاط الخطرة، بتنسيق وثيق مع مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي، الذين سهروا على تنظيم حركة السير، وتأمين الممتلكات، وضمان سلامة الساكنة، في ظروف ميدانية صعبة عكست مستوى الجاهزية والاحترافية العالية لهذه المصالح.

وبموازاة ذلك، واصل المجتمع المدني بآسفي انخراطه الفعّال في دعم المتضررين اجتماعيًا ونفسيًا، عبر مبادرات تضامنية همّت توزيع المساعدات الأساسية وتقديم المواكبة النفسية، مجسدًا مرة أخرى قيم التكافل والتآزر التي تميز المجتمع المغربي، في انسجام تام مع التعبئة الشعبية الواسعة التي عرفتها المملكة خلال زلزال الحوز بتاريخ 8 شتنبر 2023.

وسجل حضور وازن للمجمع الشريف للفوسفاط، الذي سخّر موارده البشرية واللوجستيكية بشكل كبير للمساهمة في مواجهة تداعيات الفيضانات، حيث شاركت آلياته وأطره في عمليات تنظيف الأحياء المتضررة، وإزالة الأوحال والمخلفات، والمساهمة في إعادة فتح المسالك الطرقية وشرايين الحياة بالمدينة القديمة، بما ساعد على تسريع عودة الحياة الطبيعية إلى هذه المناطق.

وتعكس هذه الجهود المتكاملة نموذجًا للتعاون والتضامن بين مختلف المتدخلين، من سلطات عمومية ومصالح أمنية وفاعلين اقتصاديين ومجتمع مدني، بما يؤكد مرة أخرى قدرة المدينة على تجاوز الأزمات بروح جماعية ومسؤولة، ويكرّس ثقافة التضامن كرافعة أساسية لمواجهة التحديات الطارئة.