يروج مؤخرا في بعض مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يضهر فيه منتخب بإحدى الجماعات القروية نواحي آسفي ، يدعي فيه الغياب العمدي للأساتذة عن قاعات الدرس. حسب ما جاء في الفيديو يضهر أن تدخل هذا المنتخب كان لإرضاء ساكنة دائرته الإنتخابية ، حيث في تدخله هذا لم يكن يعلم أنه غيب دور السيد مدير المجموعة المدرسية المتواجد باستمرار و الذي يراقب كل كبيرة و صغيره ، و دور السادة المفتشين.
بتدخله غير المحسوب العواقب لم يكن يعلم أنه قذ يفجر أزمة بين المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي و الرياضة بآسفي من جهه و عموم رجال و نساء التعليم و معهم النقابات التعليمية بالإقليم من جهة أخرى لولا حكمة و تبصر رئيس مصلحة التخطيط السيد حسني الكيري (الملقب في الأوساط التعليمية بالإقليم برجل الإطفاء لبراعته في حل المشاكل)
تبعا لما سلف ذكره أصدرت النقابة الوطنية للتعليم FDT البيان التالي:
بيان حول الإستغلال السياسي لرجل التعليم
في ظل ما تشهده فرعية اولاد علي التابعة لمجموعة مدارس أولاد احميدة من تهميش ممنهج و إهمال صارخ و افتقارها إلى أبسط الشروط التي تخول ممارسة صفية تحفظ كرامة المتمدرس(ة) و الأستاذ(ة)معا . هذا الأخير الذي يعاني الويلات يوميا من أجل الوصول إلى المؤسسة و يؤدي ثمنا معنويا و ماديا لا يمكن وصفه ، و في وقت تتعالى فيه الشعارات الإنتخابية الرنانة التي تتغنى بصورة رجل التعليم ، و أمام ظهور بعض الأصوات النشاز التي تجد في الأستاذ (ة)ذلك الحائط القصير و المادة الدسمة لممارسة حملة انتخابية سابقة لأوانها. نعلن نحن ، كإطار نقابي مسؤول وواعي ، ما يلي :
اولا : نرفض رفضا قاطعا تحويل رجل التعليم إلى واجهة دعائية انتخابية
إن استغلال صورة الأستاذ في الحملات السياسية ، في وقت يترك فيه يواجه طرقا غير صالحة ، مراحيض كارتية ، و انعدام الماء الصالح للشرب ، يعد خيانة أخلاقية قبل أن يكون انحرافا سياسيا.
ثانيا: نندد بالإهمال الصحي الممنهج
خدمات صحية في الحضيض و نساء حوامل تضطرن إلى التنقل نحو جمعة سحيم من أجل الولادة ، و أمراض معدية منتشرة بين التلاميذ تعود للقرون الوسطى ، يكشف عن سياسة تمييزية تعلي من قيمة الصورة و تهمل الإنسان.
ثالتا : نفضح منطق”الحائط القصير” الذي يركبه الجميع
المدرسة و المعلم تحولا إلى أدوات سهلة في الخطاب السياسي ، تستغل قضايا التعليم كأوراق انتخابية رخيصة ، في انفصال تام بين الوعود و التطبيق ، و بين الشعارات و الواقع
رابعا : نحذر من استمرار تحويل الحقوق إلى امتيازات انتخابية
الخدمات الأساسية ليست منة من أحد ، بل هي حق اصيل لكل مواطن ، وتحويلها إلى وسيلة للمساومة السياسية يعمق أزمة الثقة و يكرس منطق الزبونية.
خامسا : نطالب ب :
– فتح تحقيق عاجل في ظروف فرعية أولاد علي ، ومعانات أساتذتها و متمدرسيها على حد سواء.
– مساءلة الفاعلين السياسيين عن التناقض بين خطابهم و ممارساتهم ، وما مدى تحقيق وعودهم الإنتخابية.
,- ضمان استقلالية الخدمات التعليمية و الصحية عن أي توظيف انتخابي.
إشراك النقابات في مراقبة جودة الخدمات العمومية.
ختاما ، نقولها بصوت عال : كفى من المتاجرة بصورة رجل التعليم ! كفى من تحويل المدرسة إلى منصة انتخابية ! كفى من تهميش الإنسان في سبيل تلميع الصورة !
الكرامة لا تجزأ ، و التعليم ليس سلعة ، والمعلم ليس ورقة انتخابية.
عاش النضال النقابي الحر ، وعاشت المدرسة العمومية المستقلة عن أي استغلال.
