كل عام، ملي كيقرّب عيد الأضحى، كيتعاود نفس المشهد: الناس كتجري للسوق، كتهافت على اللحم والخرفان، وثمان كيطلع بحال الصاروخ. ومن بعد، كنسمعو الشكاوي والبكاء، والاتهامات كتمشي للشناقة والحكومة، وكأن المواطن ماعندو حتى دخل فهادشي.
ولكن بصراحة، واش بصح التاجر بوحدو هو اللي كيصاوب الغلا؟
الواقع اللي خصنا نواجهوه هو أن المواطن حتى هو شريك فهاذ الفوضى. ملي الناس كيتجمعو وكيهجمُو على الأسواق بلا عقل، وكيتسابقو باش يشريو، راه كيرفعو الطلب بزاف، وفنفس الوقت العرض محدود، وهاكا كيدخل السوق فدوامة ديال الغلا. السوق عندو قوانين ديالو: كلما كثر الطلب وقل العرض، الثمن كيطلع.
ولكن المشكل الكبير هو أن أكل اللحم فالعيد ولى عادة ماشي عبادة. بزاف ديال الناس مبقاش عندهم الهمّ هو التقرب لله، ولكن “خص يكون اللحم فوق الطابلة”، حتى ولو بالكدوب والݣريديات.
وهنا خاصنا نسولو: واش بصح اللي ماكلش اللحم نهار العيد راه ماشي مسلم؟ واش اللحم ولى هو المعيار ديال الإيمان؟
اللي كيوقع دابا هو أننا كنعيشو فثقافة اللهفة، والتباهي، والتسرّع، وماكنفكروش فالمعنى الحقيقي ديال العيد. والأسوأ من هادشي، هو أن المواطن اللي كيشكي من الغلا، راه هو اللي كيعاون عليه، إما بسكوته، وإما بطمعو، وإما بخوفو من كلام الناس.
خصنا اليوم نراجعو تصرفاتنا وعاداتنا. مايمكنش نبقاو نلومو التجار والحكومة، وحنا اللي كنزيدو النار فالعافية. إلا بغينا الأسعار ترجع معقولة، خصنا نكونو معقولين فالاستهلاك، ونتهلاو فالعقل قبل الجيب.
عيد الأضحى ماشي سباق نحو السوق، وماشي مناسبة ديال “أنا ضحّيت وانت ما ضحّيتيش”. العيد وقت ديال التأمل، ديال الصدقة، ديال المعنى الحقيقي، ماشي وقت التباهي والطمع.
إلا ما بغيناش نبقاو نعاودو نفس الهضرة كل عام، خصنا نفيقو ونعرفو أن المشكل حتى فينا، ماشي غير فالتاجر ولا فالدولة.