إدريس المعاشي
من حقنا التساؤل بعدما رأينا كيف توزع الصفقات على شكل إكراميات ولجهات معينة ، الأمر مدبر بطريقة يتم فيها تتريك الثروة ومقدرات الوطن لعائلات محظوظة بعينها .الغريب ان تتواجد أسماء معروفة في كل مناحي حياة المواطنين وهي الموجودة منذ الأزل وقد ولدت وفي فمها ملعقة ذهبية سنزكي تواجدها ونثمنه لو أبانت عن دور نوعي في مجال احترام الدستوروالمساهمة بوطنية في مشاريع تهتم بمقومات نهضة منشودة. لكن الملاحظ ان كثير من أجنداتها تتسم بالإغتراب وتمتح من مصادر ومختبرات أجنبية لاعلاقة لها بخصوصيات الوطن بل تستهدف في كثير من الأحيان مرتكزات استقراره العقدي والأخلاقي.دون بحث مضني ولاتدقيق في المعلومات أوسعي حثيث لاستهداف أحد ، تطفو بعض الأسماء المعلومة عبر وسائل الإعلام الرسمية دون عناء وعبر كثير من المواقع لأن “جداها فالعرس” هذه العائلات مرهون وجودها بمهمات معينة ومحددة ثم تختفي بعد ذلك من الساحة ويطويها النسيان لتعود من جديد وبشكل أكثر استفزازا من ذي قبل رغم انها تبدو وكأنها ليست حريصة على التواجد بكثرة .لكن الملاحظ ان ظهورها يثير لغطا كبيرا بل تشير الأصابع أن مشاريعها غير بريئة وتخدم أهداف خارجية .من بين هذه العائلات المعروفة كشمس على علم أسرة عيوش
هل هي مجرد صدفة أن يظهر الأب نور الدين عيوش وابنه نبيل في نفس شهر شتنبر وفي محطتين متميزتين .الأول في صفقة الإحصاء بالقيمة المالية الضخمة التي حملها معه والتي تقدرب ال(1.67 مليار سنتيم (16.738 مليون درهم) من خلال شركته (شمس للإشهار ) التي يشاع بشأنها أمور كثيرة من قبيل الرفض في بداية طلب العروض لعدم استيفائها للشروط المطلوبة ليعاد اختيارها مرة اخرى بعدما وقعت الصفقة على شركته باعتبارها الأرخص وليس الأجود كما يشترط ودون الخوض في الحثيات فيكفي ان نشير إلى تدني مستوى العرض وإشكالية الألوان القزحية التي حملها شعار العملية والذي ذهبت بعض الأصوات إلى سؤال لماذا لم يتم تبني علم البلاد كرمز للدولة المحتضنة للحدث أم هو استفزاز غير مباشر لمشاعر بلد محافظ وبطريقة فيها من اللمز والهمز الشيء الكثير ؟ دون ان نغفل تواضع الوصلات الإشهارية وغياب التواصل مع المواطنين بما يسهل العملية ويخلق جو من الثقة لديهم ويساهم في نجاحها رغم أن الكل يجمع أن الظروف الصعبة المعاشة التي يعاني منها غالبية الناس لن تساهم في التفاعل بشكل إيجابي بقدرما تسائل نوايا سياسة الحكومة وأثر العملية على الوضع الحالي ماداموا قد فقدوا الثقة فيها .
أما الإبن نبيل عيوش فقد تم اختياره لتمثيل المغرب في مهرجان (كان) الفرنسي من خلال منتوجه السينمائي فيلم تحت عنوان ” الكل يحب تودا “برسم سنة 2024 فقلت مع نفسي هل هي صدفة أم أن الأمر مرتب له ؟ فالتقاء إسمين من نفس العائلة يثير الكثير من الأسئلة . هل أصبح المغرب عقيما لايلدوانعدمت فيه الكفاءات أم ان سياسة التهميش والإقصاء والانتقائية عقيدة كثير من المدبرين الفاشلين في قطاعاتنا الحكومية والشبه حكومية ؟هذا توجه يوحي بوجود إرادات تخدم اجندة معينة .
مما اثارني كذلك كون بعض النقاذ المتخصصين في الفن السابع صرح في إحدى مقالاته تعليقا على الفيلم أننا لسنا مجبرين أن نطالب من المخرج نبيل عيوش أن يكون فقيها ومصلحا اجتماعيا لينتج لنا فنا نظيفا لكنه فنان يبحث عن ملامسة الواقع بكل اشكالاته دون مكياج ولا روتوشات . لكن الملاحظ أن اعماله تختص بشكل كبير في مواضيع لها جرعة زائدة من الجرأة التي تستهدف واقعا معينا بينما يغيب صوته واعماله ايضا في بعض الظواهر السيئة من قبيل التدبير السياسي ومواقع المسؤولية .فلماذا تنعدم نفس الجراة في مثل هكذا مواقف؟ فإن لم يكن فقيها فالأحرى ألا يمارس علينا النفاق الفني بنوع من التدليس المحترف.سنكتفي بسؤال صاحبنا من خلال عنوانه المثير وتخصصه في اثارة قضايا لاتكتسي أولوية لدى المواطن كما يدعي ثم نقول له الشيخة تودا هي الأخرى هل تحب الكل ؟ لتقول لنا ماسر هذا التواجد العائلي في مواقع الربح والأموال الطائلة ؟ هل هي مجرد صدفة ؟ أم ماذا ؟