إدريس الأندلسي
شوارع سلا و الرباط احتفلت و انشرحت بوصول صناع الفرجة العالمية من أحفاد أسود الاطلس. هذا الإسم البطولي أطلقه الصحافي السباق إلى الكثير من المبادرات كمال الحلو. و هو الذي كان كذلك سببا في إحتفال العالم باليوم الأممي للرياضة. لمن لا يعرف هذه المبادرة عليه الإطلاع على ذاكرة الأمم المتحدة التي سجلت اليوم العالمي و إسم من اقترحه.
التعبئة الجماهيرية لها أسرار لا يفكها إلا صناع الفرحة و السعادة. و الكثير من قيادات المجتمع المدني و السياساوي لهم قدرات خارقة على صناعة الإحباط و اليأس و لصناع الأمل كثير من الأيادي البيضاء عبر تاريخ المغرب. أراد الانتهازيون أم تراجعوا عن انتهازيهم ،فلن يفلحوا أبدأ للتمكن من بعث الفرحة في نفوس المغاربة. كرة القدم و تفوق لاعبينا لم تكن نتيجة لعمل السماسرة الذين نتمنى أن ينحدروا إلى أسفل سافلين و يغيبوا إلى الأبد عن مجالات إبداع المغاربة. النتائج مفتاح الصعود إلى المراتب العليا و الجهد الجهيد لم يأت عبثا. قبل ما يزيد عن عقد من الزمن بدأ العمل الجاد لبناء منظومة تكوينية و تألق جزء ممن تكونوا داخل غابة المعمورة بكثير من الخبرة و الجدية و العلم في معهد صنعه الملك محمد السادس.
القدرة على خدمة الوطن رياضيا لا علاقة له بسماسرة الرياضة الذين يشكلون ميكروبات همهم منافع و مسيرتهم تملؤها الانتهازية الكروية و السياسية و استغلال تعلق المغاربة بالرياضة لكي يتسللوا إلى مواقع الريع الرياضي و حتى إلى مؤسسات سياسية. تبا لهم و ليختفوا عن المشهد الرياضي إلى الأبد. من أراد بطاقة مجانية و سفر مجاني و بذلة مجانية و خدمات مجانية فلتصطف مع صفوف المتسكعين و محترفي التسول بإسم محبة رياضة أو فريق أو محاباة فريق تدبير فاشل. نعلكم ألله و ابعدكم عن كل عمل جاد لضمان نجاح المغرب في كل المناسبات. أيها المتسولون و الانتهازيون ابتعدوا عن مغرب المجهود و النجاح و الحرفية العالمية التي مكنت بلادنا من التفوق و النجاح. بعضهم وجد في السمسرة وسيلة للبيع و الشراء في مواهب تبحث عن مكان تحت الشمس. و لعل ذلك القانون المشؤوم الذي ينظم ممارسة النشاط الرياضي أول قانون يجب سحبه من المنظومة القانونية لتدبير الرياضة.
الرياضة تحتاج إلى تخليصها من السماسرة الذين يبحثون عن الهمزة و استغلال المواهب دون أن يستثمروا في أي بنية تخدم الرياضة و قيمها و تطويرها. قرر ملك البلاد أن يضع الأساس للتكوين العلمي للنخب الرياضية مع الحرص على تعليمهم. اليوم جزء كبير منهم صنعوا النصر و التميز و الوصول إلى المربع الذهبي العالمي. كأن بالإمكان أحسن مما كان لولا أخطاء تحكيم لا زالت حاضرة لتميز في لحظة ما يجري في غرف العمليات بشكل يعكس ما تخضع القرارات لمن يتحكم في قرار تحكيمي غاشم.
هكذا شاء أن يتحكم البعض في الكل. دولة قطر أعطت الكثير لعالم مليء بالظلم و التمييز و مستجيب و من يمول التظاهرات العالمية و نجحت قطر رغم كيد الاعادي في البرلمان الأوروبي و في عدة غرف عمليات استخباراتية لم تتقبل نجاح قطر في تنظيم أجمل و أحسن كأس العالم في التاريخ. غرف ” الفار” تتخذ القرار بإسم أصحاب القرار و لكنها لن تمنع الفرح بالجهد و التألق. في نصف النهاية طغت المصالح ذات القوة في تغيير كل القواعد و التي تنكر لها و انتقدها أصحاب الخبرة في التحكيم.
و لكن شعب المغرب و كل الشعوب العربية و الأفريقية و الآسيوية و الامازيغية التي ساندته عبرت بكثير من الاقتناع و المسؤولية على أن العقل أعطى للفن سلطة التقرير في الانتصار . قرر ملك البلاد و شعب هذه الأمة أن يفتخر بالإبداع و فتح أبواب القصر الملكي للاحتفال بلاعبين و بأمهاتهم بكثير من المحبة و العفوية. هذا هو المغرب الذي نحبه و نتغنى به و سوف نسعد بانتصاراته المقبلة في أفق قريب و في كل الآفاق. الرياضة جسر يمتد من الفراغ إلى أفق يغري بالخير و التآلف. ملك البلاد احتفل بالأم و سيحتفل المغاربة قريبا حين سيتغير مضمون مدونة الأسرة للاعتراف بدور الأم في نجاح الأبناء. كل الأمهات و النساء بصفة عامة يعرفون أن ملكهم يسمع و يتفهم انتظارهن للزيادة في حجم و قوة حماية الأسرة. الأم سر النجاح تحتاج إلى الإنصاف. اسألوا حكيمي و زياش و رفاقهم. قد يغيب الأب و قد يتزوج بأربع نساء و يظل متحكما في كل شيء و هذا حرام في حرام. حتى عقد ازدياد
وتسجيل في مدرسة أو حتى في أكاديمية محمد السادس للتكوين في كرة القدم يحتاج إلى اب غائب أو نسي ان إبنه موجود أو أنه موهوب أو حتى أنه مولود.
وقف الملك محمد السادس وقفة أب الأمة و عانق أبناءه بعطف و فخر و كثير من الثناء على مجهوداتهم. ابتسموا و كذلك أمهاتهم و حملوا الأوسمة على صدورهم و أخذوا صورا سيخلدها التاريخ و أبتسم معهم شعب يحب الإنجاز و لا زال يتنظر الكثير من الإنجازات . نعم نقدر على صنع المعجزات بفضل الجهد و قمع كل من سولت له نفسه استغلال المغاربة و خيراتهم و العيش على الريع و الرشوة و الاستغلال و الاغتناء غير المشروع. بلادنا تحتاج إلى انطلاقة جديدة تساير طموح ملك البلاد في البناء الصلب للوطن. و الشعب وراءه و كل القوى الحية عضده و سنده. نعم لأنه قائد التغيير و سند من لا سند له.