100
المبارك الگنوني
مقدمة:
اعتمدت في هذه المقالة على المصادرالتالية : مقال في منتدى المحاويل الثقافي محمد العميدي مقال لإدريس بوطور بالملحق الثقافي لجريدة ” بيان اليوم ” بعنوان (شوقي والفيصل والوجدان المشترك ).دروس في الادب واللغة والنقد .
التناص مصدر من الفعل تناصَّ أو تناصص بفك التضعيف ويعني ازدحم، نقول تناصَّ الناس أي ازدحموا، وهو فعل مزيد معنى الزيادة فيه هو المُشاركة والازدحام أيضًا يتضمّن معنى المُشاركة، وهذا يُشير إلى وجود توافق بين المعنى المُعجمي والمعنى الصرفي للكلمة، ويُمهد للاستخدام الاصطلاحي الذي يتضمّن المُشاركة أيضًا. التناص اصطلاحًا هو العلاقة التي تربط نصًّا أدبيًا بنصٍّ آخر أو استحضار نص أدبي داخل نص أدبيّ آخر، وهو مُرتبط بوجود علاقات بين النصوص المُختلفة، ويقوم على فكرة عدم وجود نص بدأ من العدم فكلّ نص موجود هو مُعتمد في وجوده على نص آخر إمّا في الفكرة وإما في استخدام التراكيب والألفاظ.
**************************************************************
ظهر مصطلح التناص عند (جوليا كرستيفا) عام1966م، إلا أنه يرجع إلى أستاذها الروسي (ميخائيل باختين)، وإن لم يذكر هذا المصطلح صراحة و اكتفى ب(تعددية الأصوات)، (والحوارية)، وحلّلها في كتابه (فلسفة اللغة)، وكتاباته عن الروائي الروسي (دستوفيسكي)، وبعد أن تبعته جوليا وأجرت استعمالات إجرائية وتطبيقية للتناص في دراستها (ثورة اللغة الشعرية)(عرفت فيها التناص بأنه (التفاعل النصي في نص بعينه) ثم التقى حول هذا المصطلح عدد كبير من النقاد الغربيين وتوالت الدراسات حوله، وتوسع الباحثون في تناوله، وكلها لا تخرج عن هذا الأصل، وقد أضاف الناقد الفرنسي (جيرار جينيت) لذلك أن حدد أصنافاً للتناص.
وبعد ذلك اتسع مفهوم التناص، وأصبح بمثابة ظاهرة نقدية جديدة وجديرة بالدراسة والاهتمام، وشاعت في الأدب الغربي، ولاحقاً انتقل هذا الاهتمام بتقنية التناص إلى الأدب العربي مع جملة ما انتقل إلينا من ظواهر أدبية ونقدية غربية ضمن الاحتكاك الثقافي، إضافة إلى الترسبات التراثية الأصيلة.
(وانا أقرأ تدوينة الأستاذ مصطفى لغتيري منسق صفحة ” غاليري الأدب ” حول مفهوم ” التناص ” وجدت نفسي متعاملا مع تحليل هذا المصطلح منذ ثمان وعشرين سنة خلت عندما كتبت مقالا تم نشره بالملحق الثقافي لجريدة ” بيان اليوم ” بعنوان (شوقي والفيصل والوجدان المشترك )******** لم استعمل آنذاك مصطلح “التناص ” فلم يكن أكثر تداولا في ثمانينيات القرن الماضي ، بل أطلقت على هذه العملية الأدبية مصطلح ” صنعة التحويل الوجداني ” التي تلتقي في تعريفها بدون أدنى اختلاف مع تعريف مصطلح “التناص” كما عرفه الأخ لغتيري حيث اعتبر انه مهما كانت أصالة النص الأدبي فلا بد من أن يحيل بصوره ولوحاته الوجدانية على نص أو نصوص سالفة وظفت تلك الصور واللوحات ** في مقالي أواخر ثمانينيات القرن الماضي عرفت “التناص ” بأنه عملية تحويل وجداني لصورة أو لوحة أدبية لشاعر سالف وإخراجها في حلة فنية جديدة من طرف شاعر راهن ، وهي بعيدة كل البعد عن “السرقة الأدبية ” بل هي عمل فني أدبي رفيع المستوى ، وقد استرعى انتباهي هذا المفهوم آنذاك عندما قارنت بين هذا البيت الشعري للإمام البوصيري ( أيحسب الصب أن الحب منكتم ** ما بين منسجم منه ومضطرم ) وبين بيت شعري لأحمد رامي (الصب تفضحه عيونه ** وتنم عن وجد شجونه ) ** وانتقلت في تحليلي آنذاك لمفهوم” التناص ” إلى قصيدة أحمد شوقي “مقادير من جفنيك ” يقول مطلعها ( مقادير من جفنيك حولن حاليا ** فذقت الهوى بعدما كنت خاليا ) ، هذه القصيدة أدخلها الأمير عبد الله الفيصل إلى وجدانه وحولها إلى قصيدة جديدة تحمل نفس صور النص الأصلي لشوقي وبروعة متميزة يقول مطلعها ( من أجل عينيك عشقت الهوى ** بعد زمان كنت فيه الخلي )***** ومنذ ذلك الحين وأنا اكتشف مفهوم ” التناص ” في الشعر العربي وسجلت العديد من مظاهره وسوف انشرها في تدوينات لاحقة.
الآن مع مفهوم التناص عند الغرب:
التناص عند بارت:
لايمكن ان نتصور قيام اي نص بدون تناص، لأنه هو قدر كل نس ، مهما كان جنسه.
التناص هومجال تذوب فيهكل هوية ؛ ومنها هوية المؤلف فيصبح نفيا لكل بداية ، ولكل نهاية ، ولكل اصل.
التناص عند جيرار جنيت:يقدم دراسة نظرية موسعة ، تبحث في مختلف اوجه العلاقات بين النصوص في اطار مايسميه بالمتعاليات النصية
التناص عند باختين: اطلاق عليه الحوارية او تعدد الاصوات وهو يتجاوز احادية النص او العمل حيث اصبحنا نجد في نص او عمل انواع عديدة ومصادر مختلفةفي عمل واحد.
نتستنتج من خلال ما طرحناه لمفهوم التناص عند الغرب انها تلتقي كونه تفاعل النص مع مجموعة النصوص فنجد جوليا اطلقت عليه فسيفساء وبارت التناص فهو مجال تذوب في كل هوية اماجنيت اطلق عليه المتعاليات النصية وميشال اعطى مفهوم للتناص هوادراك القارئ لعمل ادبي وما بينه اما مخائيل مفهوم اوسع واطلق عليه مصطلح الحوارية اي عمل واحد نجد فيه انواع كثيرة.