آخر الأخبار

طارق.. ابن السكتيوي

لم يحتج طارق إلى بذلة لامعة أو خطابات منمقة، اكتفى بارتداء صمت أبيه وهيبة تاريخه. كان يدرك أن الطاقية ليست مجرد غطاء رأس، بل عهد يورث، وذاكرة لا تبهت مع الزمن.

طارق السكتيوي، الرجل الذي جمع شتات مجموعة من اللاعبين، وحولهم إلى كتيبة متماسكة تعرف طريقها نحو المجد. لم ينشغل بتعليقات المتفرجين ولا بسهام النقد التي تتصيد العثرات، كان همه أن يزرع في لاعبيه إيمانا بأن المستحيل وهم، وأن الفوز فكرة تولد في القلب قبل أن تتحقق فوق العشب.

في كل انتصار، كان يطأطئ رأسه شكرا لا غرورا، وفي كل كبوة كان يرفع عينيه إلى السماء وكأنه يقول: ما ضاع جهد بذل بإخلاص.

هذا هو طارق الذي صبر على التجاهل، ثم فجّر في لحظة أولمبية تاريخية ما يشبه المعجزة، ليرفع المغرب إلى مصاف لم يبلغه من قبل. هذا هو طارق الذي عرفته ملاعب أوروبا ذات زمن، فصفقت له المدرجات هناك، بينما هنا، في بلده، لم يتذكره الكثيرون إلا حين صنع الفرح من جديد.

هو المدرب الذي علم لاعبيه أن البطولة تُنتزع بالروح قبل المهارة، وأن القميص الوطني ليس مجرد لون، بل عهد وشرف ودمعة حقيقية.

طارق لم ينتظر الاعتراف، بل صنعه بنفسه، وأثبت أن الوفاء لاسم الأب يمكن أن يصبح وفاءً لوطن بأكمله.