آخر الأخبار

شكون فيكم قال الحرية ؟

شكون فيكم قال الحرية ؟ في جامع الفنا
نسي هذا الرجل أن الدستور هو الأسمى

إدريس الأندلسي

وقف رجل أمن وسط مجموعة من زوار ساحة جامع الفنا بمراكش. كان مكلفا بمهمة، إلى جانب معاونيه ، لتأمين الفضاء السياحي المشهور عالميا. كان مجموعة من الشباب يستعدون لإطلاقة تلك الموجة الأولى من الاحتجاج على الأوضاع الإجتماعية ببلادنا. يصعب على رجال الأمن أن يقوموا بكل التكليفات في موقع سياحي عالمي. يولد الضغط على موظف الأمن من أوامر يضطر للاستجابة لها بانضباط مهما كانت خطورتها. يضطر إلى القيام بواجبه دون تأطير عمله بقواعد تضمن للمتظاهرين كثيرا من حفظ كرامته. يجب على كل موظف أمني أن يميز بين متظاهر سلمي يحمل رسالة لإصلاح بلادنا. لا يمكن أن لا نطلب من الأمن أن يتعامل مع المجرمين المخربين و الذين يندسون وسط من حملوا شعار السلمية ، بأسلوب لا يأخذ بعين الاعتبار، التمييز بين المتظاهر السلمي، و المجرم المخربين.
و يجب أن يتم فضح أعداء البلاد الذين يصنعون اليأس من خلال تضارب المصالح. و عن طريق الاغتناء غير المشروع، و من خلال السيطرة على مسلسل التشريع عبر أغلبية تؤسس لقهر المواطن، و تمنع جمعيات محاربة فساد من لعب دورها المواطناتي، و تدافع عن اغتناء غير مشروع يشاهده الجميع و تقرر الحكومة و أغلبيتها أن تقتله. و لكن أغلبية المغاربة المحبين لوطنهم رفضوا الركوع لمن اغتالوا حقوقهم في الصحة و التعليم و الولوج إلى سوق الشغل، و خصوصا إلى الكرامة. أشعر بكثير من اليأس حين أسمع تلك الكلمات التي يصعب سماعها، و هي تصدر من عناصر ” أمنية ” خلال اعتقالات لشباب لا يؤمنون الا بالسلم الإجتماعي. يوجد أعداء هذا السلم في صف المستفيدين من اقتصاد الريع، و إستغلال مواقعهم في المؤسسات للاغتناء. و حين تتحرك جمعيات ذات صدقية في المجال الحقوقي، يتم نعتها بكل نعوت الخيانة، و الإستفادة من تمويل خارجي . و هنا ، كان من الواجب محاسبة كل جمعية لا تحترم قواعد الشفافية و الانضباط للقانون.
أريد أن يفهم ذلك الذي قرر تجريم النداء ” بالحرية” في قلب ساحة جامع الفنا، أنه موظف يجب عليه أن يقرأ دستور بلاده، و كل القوانين التي يجب أن يخضع لها. أكره كل من يؤذي شرطيا أو عنصرا من القوات المساعدة، لأنه يؤدي عمله. و قد وجب التنبيه أن حجب الحقوق عن شباب لا علاقة بالفوضى و التدمير، يفتح الباب للمجرمين لكي يدخل في مواجهة خطيرة أمام السلطة. سيظل المشكل المهم هو أن تعمل الدولة على مواجهة مهنية تقمع المجرمين، و لا يجب أن تخلط بين شباب لا يريدون سوى حقوق إجتماعية، و بين يريدون الهجوم على الثكنات بغرض حيازة أسلحة.
يقال أن جيل ” ز” له اسلوبه الخاص في التعامل مع الحراك الإجتماعي، و لكن يجب أن يفهم المجتمع. و مؤسسات الدولة، و كذلك كل مكونات المعارضة و كل الفاعلين في الفضاء الأزرق. قال أحد ” خبراء الأمن ” أنه فضح قيادية في ” ز ” توجد في أستراليا ” رغم تأكيدها مشاركتها حضورها في المغرب. و سيظل الواقع الإجتماعي، و التعامل مع أسواق المال، و العقار، و المعادن، و البنوك، و البترول و بنيات تصدير المواد الفلاحية و غيرها، هو العنصر الأساسي في تفكيك شفرات توزيع الثروات الغريب في بلادنا.
لقد فتح باب التعبير بعد دستور 2011. و تأكد بعد الموافقة على الدستور، أن التغيير السياسي لم يحدث، حسب تلك القوة الكبيرة التي صنعتها أول هزة سياسية في عهد الملك محمد السادس. كان لحضور حزب بن كيران في قيادة الحكومة، تأثير سلبي على تفعيل الدستور. سجن رئيس الحكومة نفسه لدى كبار الموظفين، و من أدعوا أنهم خبراء، قبل أن يثبتوا أنهم حافظوا على مصالحهم بعد انتخابات 2021. لقد ورط سي بن كيران المغرب في اعلاء أسهم، المغمور، اخنوش، الذي استفاد منذ 2008 من كل السلط في مجال التنمية القروية، و أصبح يتنكر للعدالة و التنمية التي لبست ثوب المستسلم لفوضى الريع، و حرية الأسعار، و التبني غير المحسوب لبناء صرح إتاحة الأرباح بالملايير لأصحاب سلطات الاستيراد المفتوح للمواد الطاقية. و و وجب، تذكر كسل الدولة التي فرطت في أول مؤسسة تكرير للبترول. اجتمعت آراء مؤسسات وزارية، و مجلس منافسة، و مجالس حكومية، و كثير من اللوبيات على أن تظل بلادنا لا تمتلك مؤسسة لتكرير البترول. لقد صدقنا بعض السياسيين. و تأكد أنهم كانوا على علم بمستقبل مصالحهم، و كانوا في موقع قرار، و لكنهم اخلفوا موعدا مع مصالح بلادهم.
و وجب، لكل ما سبق، أن نعرف أن الذين يخربون كل مبادرات الإصلاح الإجتماعي، و السياسي تصطدم في جوهرها مع من يخضعون لتأثير سهل من طرف مجرمين لهم مصالح، يعتبرونها. أكبر من أي حراك إجتماعي. هل تمكنا من فهم خطابات من يحركون أعداء الوطن عبر المنصات الإلكترونية. يؤكدون أنهم يشاركون غي مظاهرات في الرباط أو في الدار البيضاء، و هم يتناولون فطورهم في أستراليا و أمريكا. يوجد بعض المتآمرين خارج المغرب. و يوجد بيننا، و في بلادنا من يجلس على كراسي مجالسنا، من هم أكثر عداوة للوطن.