إدريس المعاشي
يوم حزين بعدما ودعت مراكش وعلى وجه التحديد مقاطعة المنارة منطقة لمحاميد ستة مواطنين لفظوا انفاسهم الاخيرة جراء تسمم غدائي من خلال سناك أكل يقدم الوجبات السريعة. وبالنظر للمسؤوليات التي تضطلع بها الجماعات المحلية لحفظ الصحة والسلامة للمواطنين طبقا للظهير الشريف 1.15.85الصادرفي 20رمضان 1436الموافق ل7يوليوز 2015 وبتنفيذ القانون التنظيمي رقم 113.14 بالجريدة الرسمية عدد 6380 خصوصا المادة (83 و 92 و 100) والتي تنص بالحرف على ادوار ومهام حفظ الصحة من خلال خدمات المحلات المفتوحة للعموم خاصة المطاعم والمقاهي وقاعات الالعاب واماكن السباحة هذا إضافة الى المساهمة في مراقبة قانونية وجودة المواد الغذائية والمشروبات والتوابل المعروضة للبيع أوللاستهلاك العمومي التي تقدمها المحلات التجارية.
وبالنظر لتكاثرها بشكل ملفت وفي غياب المراقبة بشكل دوري يجنبنا مثل هذه الكوارث نلاحظ أننا نأتي دائما متأخرين عن الموعد اي بعد فوات الأوان . ويظهر جليا أن كل إجراءاتنا لها كلفة للأسف ثمنها أرواح أبرياء وإذ نثمن مجهودات الولاية في تدخلها الصارم من أجل إغلاق عدد لا يستهان به من الدكاكين العشوائية والعربات المنتشرة في هوامش الأحياء وأغلبها لا يشتغل سوى ليلا إلى حدود الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي دون تنظيم ولا مراقبة والتي تعزز من غياب رقابة مكتب حفظ الصحة التي تسائل دور المجلس الجماعي وفق ما سقناه سابقا من مراجع قانونية.
لم تكتف المدينة بلازمة السرعة في السير والجولان التي تقتل بعدما تبين أن كل شوارع مراكش طاقتها لم تعد تستوعب الكم الهائل من الدراجات ذات السرعة الفائقة والتي لا تحترم لا قانون السير ولا طرقاتنا التي حافظت على هندستها القديمة التي لم تفكر في الكم الهائل وأصبحت معها السياقة نوع من المغامرة. انضاف إليها في الأسبوع المنصرم عامل الوجبات السريعة في ظروف لا تتوفر فيها شروط السلامة الصحية .وعلى إثر هذه الفاجعة التي تسائل السلطات ومدى قيامها بالواجب المنوط بها على وجه الخصوص المجلس الجماعي الذي
يخطط خارج خصوصيات أحيائها وشوارعها ببرمجة احتفالات ساهمت في خنق مراكش وبجدولة زمنية لم تساعد المدينة في التقاط انفاسها وفي غياب استراتيجية تحافظ على قدراتها وطاقتها جاءت هذه الاحداث لتكشف لنا جميعا كثير من الارتجالية والعشوائية في التدبير ويبدو ان السيدة العمدة الغارقة في كثرة المهام والتي اختفت عن الأنظار وتركت مسقط رأسها بين الفوضى والصخب لم نعد نفهم ماهي اولويات المرحلة فقبل المهرجانات نحتاج للتعجيل بافتتاح المحطة الطرقية والأنفاق الست التي بشرنا بها المجلس في بداية ولايته فبالمقارنة مع مدن كالرباط والدارالبيضاء التي تجاوز تدبيرها كثير من اللغط هنا فهل تستدرك العمدة ماضاع من الوقت ام ستستمر في برمجة مهرجانات تزيد من خنق أنفاس مراكش دون أن نسمع لأنينها ردود فعل وهي تصرخ في صمت، فمن ينقذها ؟