آخر الأخبار

جيتكس يعري واقع التدبير بمراكش

إدريس المغلشي

جيتيكس عنوان مثير بدون شك يحتاج للتسلح بمعجم جامع من أجل فك شفراته وطلاسيم مدلوله وهو يستجمع قواه ليعبر عن لحظة اعتزاز وافتخار المملكة المغربية وهي تحتضن حدثا مهما في مجال اصبح حديث الساعة ورهان تتسابق إليه الدول من اجل ابراز مؤهلاتها من خلال التنظيم المحكم ابتداء إلى الخلاصات والاستنتاجات انتهاء التي ستقف عليها المحطة العالمية التي تهتم بالمجال التكنولوجي والمنظمة بمبادرة كل من (كون انترناشيونال كبرى) و الفرع الدولي لمركز التجارة العالمي بدبي الإماراتية وتحت إشراف وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الادارة وبشراكة مع وكالة التنمية الرقمية.
لكن في سياق هذا المسار والرهان الصعب المغرب بكل مؤهلاته وليس مراكش لوحدها يرفع تحدي من أجل استقبال ازيد من 500مقاولة بزيادة ملحوظة بلغت نسبة 85%مقارنة مع سابقتها كما يراهن على حضور 1500عارض يمثلون ازيد من 130 دولة .الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الادارة غيثة مزورتوقعت زيارة أكثر من50الف زائر للمعرض هذه السنة .
كل هذه المعطيات الضخمة والكبيرة يمكن اعتبارها اختبارا حقيقيا للجهة المستقبلة ومدى جاهزيتها واستعدادها لهذا الحدث. ولعل ابرز ملاحظة اثرناها في مناسبات سابقة كون المشرفين على المدينة يتمتعون بعقلية المسؤول الذي يتعامل مع الفضاء بسياسة الترقيع والإرتجال دون إبداع حلول تستفيد من الأخطاء السابقة. ماوقع في اليوم الأول من المعرض يثير الاستغراب فكل الطرق المؤدية للفضاء شبه مغلقة ومكتضة بالسيارات مما شكل عبئا أضافيا على الساكنة وعاشوا معها يوما استثنائيا .بل راينا كيف هجمت السيارات من مختلف الاحجام دون احترام للمناطق الخضراء وبلا حسيب ولارقيب . نتساءل مرة اخرى أين توفير بالقدر الكافي
للمراكن الضرورية من أجل استيعاب الكم الهائل من سيارات الزوار لتنظيم الفضاء واعطاء صورة حضارية على مدينة يتكرر بشكل ببغائي شعار كونها عالمية ؟ لقد ابان المنظمون عن فشل ذريع في تسيير هذه النسخة باختيار المكان اولا الم يكن من الافضل اختيار مكان آخر خارج المدينة عوض محور باب جديد الذي نتج عنه اختناق في السير والجولان عاشت معه الساكنة يوما لاينسى وجحيمالايطاق.
لقد كشف الحدث بالملموس ان التسيير العشوائي البعيد عن الرؤية الهادفة والتدبير المحكم لاينتج سوى الفوضى والعبث فيتبادر إلى الذهن من قبيل المثال لا الحصر الأسئلة الآنية كيف سندبر أحداثا اخرى مماثلة من قبيل محطة عالمية ككأس العالم 2030 ؟ كيف سنستقبل الضيوف من كل بقاع العالم ونحن نعيش بطرقات لم تعرف لا توسعة ولا اضافة من خلال ممرات تحت ارضية بشرتم بها الساكنة في بداية ولايتكم وانتم تتجاوزون الآن نصفها بقليل؟يبدو ان القائمين على الشأن المحلي بمراكش لم يستوعبوا بعد أنهم كلما قدموا تصريحا حول المدينة واشادوا بعالميتها إلا وفضحهم الواقع مادام حال طرقها ووسائل نقلها ونظافتها بدائية ومتخلفة لاتستجيب للمعايير المحلية على الأقل كما تعيشه بعض مدن الشمال. فأين تتجلى عالميتها ؟
المدينة تكبر ومعها تزداد المشاكل وتتنوع دون ان يواكبها مدبر ذو كفاءة عالية يتناغم مع الاهتمام الذي يبدو غير متكافئ ،فهي تحتاج إلى مقاربة ناجعة تستوعب بالضرورة كل اشكالاتها الحقيقية عوض التطبيل على الفراغ والعبث. لن تستطيعوا طمس عين الحقيقة ولا اخفاء حالات الإخفاق . فحال المدينة لايخفى على القاصي والداني .
ذ ادريس المغلشي .