بعد 6 أشهر على ليلة 8 شتنبر الأليمة لايزال تدبير عملية إعادة الاعمار بالمناطق المتضررة من الزلزال تسير بسلعة السلحفاة ولا ترقى لطموحات المواطنين و المواطنات فبعد مشكل عدم استفادة مجموعة من المواطنين من الدعم الملكي ، ظهرت الاشكالية الكبرى وهي الطمس الثقافي و العمراني للمنطقة حيث تسلم الالاف من المستفدين تصاميم إعادة بناء منازلهم المنهارة لكن يظهرا جليا ان هذه التصاميم لا تراعي التوجيهات الملكية السامية حيث ان بلاغ الديوان الملكي بتاريخ 14 شتنبر 2023 يقول ” أن عملية إعادة الإيواء تكتسي أولوية قصوى ويجب أن تنجز في احترام للشروط الضرورية المتعلقة بالإنصاف والانصات الدائم لحاجيات الساكنة المعنية وأضاف البلاغ كما شدد صاحب الجلالة، على ضرورة أن يتم إجراء عملية إعادة الإعمار على أساس دفتر للتحملات، وبإشراف تقني وهندسي بانسجام مع تراث المنطقة والذي يحترم الخصائص المعمارية المتفردة.” فكل الخطوات التي تم الاقدام عليها ضربت هذه التوجيهات عرض الحائط سواء تعلق بالامر بالانصات للساكنة و ايضا احترام التراث حيث ان جميع التصاميم المسلمة لحد الان عبارة عن شقق السكن اقتصادي اغلب مساحتها لا تتجاوز 70 متر مربع فهل المواطن بدواوير ومداشر اقليم الحوز كان يقطن ب 70 متر مربع فأين الخصوصية المحلية اين ساحة المنزل التي تسمى بتشلحيت ” أسراݣ ” و اين مساحة مدخل المنزل المعروفة ب ” أغݣمي” اين مكان ” تاكات” من أجل إعداد ” تونيرت ” اين مكان الباب المؤدي الى ” إݣرار ” و تعني المكان الذي تتواجد فيه الماشية من بقر و اغنام و الدجاج و القن ، اذن ما الحل لإنقاد الحوز من طمس هويته الثقافية و العمرانية ؟
الحل بنظري هو منح الصلاحيات الكاملة للمواطن ليحدد مساحة بيته و طريقة تقسيمه و يتدخل المهندس المعماري و مكتب الدراسات فيما يتعلق بالاساسات و نوعية الحديد المستعمل في البناء و التتبع من أجل التنفيذ السليم للتعليمات الملكية السامية من انصات للمواطنين و احترام الخصوصية و التراث المحلي و تبسيط المسطرة في عملية البناء حيث انه بالرغم من ان الاف المواطنين تسلموا التصاميم ولكن لم يشرعوا بعد في البناء بسبب غياب رؤية واضحة لذلك فالحل هو التواصل وعدم الاعتماد على كثرة المتدخلين ( المختبر ، المهندس ، مكتب الدراسات ، ) .
بقلم : خالد ايت مسعود